time GMT

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

في خضم الحملة الانتخابية : المواطن المغربي "غلبان" متكاسل

قد لا نختلف في كون المواطن البسيط مغلوب على أمره ، فهو لا يكاد يستسيغ جديدا حتى يتقادم ليحل محله ما هو أكثر سخونة وتجددا.فلم يفتأ هذا المسكين البسيط "الغلبان" يستوعب دروس الاستفتاء بكل ما قيل لها أو عليها حتى وجد نفسه في غمار هذه الفوضى العارمة من الشعارات و الرموز و الوجوه السياسية المتهالكة  ، فتارة يحدثونه عن الاستحقاقات التاريخية و الانتقال الديمقراطي و ترسيخ الديمقراطية و مشاركة المرأة واللائحة الوطنية ولائحة الشباب و غير ذلك من الكلمات الجميلة التي تفتح الأنفس و تجمل كل قبيح في مخيلة المواطن المغربي.
إن الاستحقاقات التي لم تمل الدولة ولا الأحزاب من وصفها بالتاريخية في كل محطة و ترديدها على أسماعنا منذ نعومة أظافرنا لم تكتب في  تاريخنا غير الخيبة و المحن ، وقصص التزوير و الاستعمال السافل لمقدرات الوطن في خدمة الكائنات الانتخابية التي لا تستحيي لا من نفسها و لا من خالقها ولا من هؤلاء البسطاء الذين طالما باعتهم الوهم لتشتري ذممهم "الرخيصة".
و الديمقراطية أو الانتقال الديمقراطي لم نظفر منهما إلا بتكريس الدولة المخزنية كقيمة مطلقة و ما تحويل تبقى إلى أثاث ديكور للزخرفة وتجميل الواجهة بما يضمن رضا الخارج و يستدر عطفه.
و في نفس الإطار ، يبقى كل ما نسمعه من لوائح للنساء و أخرى للشباب مجرد شكل ليس إلا، مادامت اللوائح أضحت عائلية بامتياز : المحلية للأب  و الوطنية للأم أو الأخت ولائحة الشباب لمن تبقى من الأولاد والأحفاد ،  مما كرس أسرا حاكمة فاحشة الثراء بوأت المغرب مكانة مع الأوائل في هذا المجال.
كل هذه الخلائط الهجينة ، جعلت المواطن المغربي المسكين البائس اليائس مغلوبا على أمره ، لا يستطيع سبيلا إلى التغيير الحقيقي ولا يملك أية قدرة على تحقيقي ذاته كمواطن كامل المواطنة.
لكن ، لا أحد ينكر إن هذا المواطن "الغلبان" يتحمل بشكل أو بآخر نصيبا كبيرا من كل ما وقع و يقع ، فهو الذي يندفع كالثور الهائج نحو المال الحرام المسخر لاستمالته ، ولم يقدر في أية محطة من المحطات على إصلاح ذاته و إثبات أحقيته بديمقراطية تجسد حقوقه كاملة غير منقوصة ،مادام لا ينتظر ممن أعطاه صوته إلا قضاء مصلحة مشروعة أو غير مشروعة في ردهات إحدى المصالح الإدارية حيث صوت المنتخب مسموع و طلبه لا يرد.
انه من الواجب علينا كمواطنين أن ندع أسباب التقهقر وراء ، و نفكر في مستقبلنا بكل الجدية اللازمة ، ونحكم عقولا صافية و ذمما بريئة من كل فساد مهما كان نوعه لتحديد معالم هذا المستقبل ، لندرك ونحن في الطريق أن من نصوت عليه ليحظى بشرف تمثيلنا ، يجب أن يبحث كن كل ما فيه خيرنا كأمة لا كأشخاص أو فئات و يستميت في دعمه،و يقف بالمرصاد لكل من يستغل خير هذا البلد أو يعيث فيه الفساد ، و كل ما من شأنه المس بالمصالح الجماعية لمجتمع مغربي حر وواع و متحد و "نظيف".

0 التعليقات:

إرسال تعليق