time GMT

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

السبت، 21 يناير 2012

القلوب‭ ‬المطمئنة



قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮(‬أَلا‭ ‬بِذِكْرِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬تَطْمَئِنُّ‭ ‬الْقُلُوبُ‮)‬‭ ‬تطمئن‭ ‬القلوب‭ ‬من‭ ‬خوفها‭ ‬فتسكن‭ ‬إلى‭ ‬موعود‭  ‬ربها‭ ‬مع‭ ‬الثقة‭ ‬به،‭ ‬وحسن‭ ‬التوكل‭ ‬عليه،‭ ‬وصدق‭ ‬اللجوء‭ ‬إليه‭.‬
  • ‮ ‬وتطمئن‭ ‬من‭ ‬حزنها‭ ‬فتجد‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬غم‭ ‬وهم‭ ‬وحزن،‭ ‬فتعيش‭ ‬راضية‭ ‬مرضية؛‭ ‬لأنها‭ ‬بربها‭ ‬ومولاها‭ ‬راضية‭.‬
    ‮ ‬وتطمئن‭ ‬من‭ ‬قلقها‭ ‬فتستقر‭ ‬بعد‭ ‬التذبذب،‭ ‬وتهدأ‭ ‬بعد‭ ‬التمزق،‭ ‬وتثبت‭ ‬بعد‭ ‬الاضطراب‭.‬
    ‮ ‬وتطمئن‭ ‬من‭ ‬الشتات،‭ ‬فيجتمع‭ ‬شملها،‭ ‬ويتحد‭ ‬توجهها،‭ ‬ويلم‭ ‬شعثها،‮ ‬وتنجو‭ ‬من‭ ‬شتات‭ ‬أمرها‭.‬
    ‮ ‬وتطمئن‭ ‬من‭ ‬كيد‭ ‬شيطانها،‭ ‬وغلبة‭ ‬هواها،‭ ‬وتحرش‭ ‬أعدائها،‭ ‬وكيد‭ ‬خصومها،‭ ‬وشرور‭ ‬أضدادها‭.‬
    ‮ ‬فليس‭ ‬للقلب‭ ‬دواء‭ ‬أنفع‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬الله،‭ ‬فمهما‭ ‬حصل‭ ‬القلب‭ ‬علي‭ ‬مطلوبه‭ ‬ورغباته‭ ‬بدون‭ ‬ذكر‭ ‬الله‭ ‬فإن‭ ‬مصيره‭ ‬القلق‭ ‬والتمزق‭ ‬والفرق‭ ‬والخوف‭ ‬والغم‭ ‬والهم‭ ‬والحزن‭ ‬والكدر‮ ‬والاضطراب‭.‬
        أبى الله أن يؤمن من عصاه، وأن يؤنس من خالفه، واتبع هواه، وكيف يطمئن من بينه وبين الله وحشة وبينه وبين خالقه قطيعة، وكيف يأنس من نسي مولاه، وأعرض عن كتابه، وأهمل أوامره، وتعدي حدوده.
        إن طمأنينة القلب هي السعادة التي يسعى لها الكل، ويبحث عنها الجميع، فمنهم من خطبها عن طريق المال فجمع وأوعى، وحصل وكنز، فإذا المال بلا إيمان شقاء وإذا الحطام بلا طاعة وباء، ومنهم من طلب السعادة عن طريق المنصب فصب من أجله دمعة وعرقه ودمه، فلما تولاه بلا إيمان‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬حتفه‭ ‬وهلاكه‭ ‬وخيبته،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬طلبها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اللهو‭ ‬من‭ ‬غناء‭ ‬وشعر‭ ‬وهواية‭ ‬فما‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬ولا‭ ‬نالها،‭ ‬لأنه‭ ‬عزلها‭ ‬عن‭ ‬عبودية‭ ‬ربه‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬
        فيا من تكاتفت سحب همومه اذكر الله لتسعد، ويا من أحاط به حزنه وأقلقله همه اذكر الله لتأنس، ويا من طوقه كربه وزلزلة خطبه اذكر الله لتأمن، ويا من تشتت قلبه وذهب لبه اذكر الله لتهدأ، ذكر الله دواء وشفاء وهناء، وذكر غيره داء ووباء وشقاء، ويكفي الذكر فضلاً أن الله يذكر من ذكره، ويكفي الذكر شرفاً أنه العلم الوحيد الذي يبقي مع أهل الجنة، ويكفي الذكر أجراً أنه أفضل عمل، الذكر حياة ولكن المبنج لا يحس، والمخدر لا يشعر، والميت لا يتألم، والذكر أمن وسكينة ولكن العاصي مفرط، والفاجر هالك.
        وفي كلمة (تَطْمَئِنُّ) رخاء ونداء وطلاوة، فكأن القلوب كالأرض، فما سهل منها فهو المطمئن، وما صعب وشق فهو القاسي الموحش المقفر، فليت سحب الرضوان وغمام الرحمان تترك غيث الوحي على القلوب لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها من الذكر والشكر والإنابة والمحبة والرهبة‭ ‬والرغبة‭: ‬‮(‬أَلَمْ‭ ‬يَأْنِ‭ ‬لِلَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬أَنْ‭ ‬تَخْشَعَ‭ ‬قُلُوبُهُمْ‭ ‬لِذِكْرِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَمَا‭ ‬نَزَلَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْحَقِّ‮)‬‭.‬

الجمعة، 20 يناير 2012

الموضة‮ ‬تفجر‮ ‬أشكالا‮ ‬وتصاميم‮ ‬غريبة‮ ‬لا‮ ‬علاقة‮ ‬لها‮ ‬بالشرع

حجاب الجينز والفيزو يغزو الشارع


أئمة‮ ‬:‬‮ "‬ليست‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬وضعت‮ ‬قطعة‮ ‬قماش‮ ‬على‮ ‬رأسها‮ ‬متحجبة‮"‬


أفضل أن أبقى بلا حجاب خير لي من ذاك الحجاب".. عبارة أصبحت ترددها العديد من النساء والفتيات غير المتحجبات اللواتي أصبحن أكثر احتشاما في لباسهن وهيئتهن من النساء المتحجبات، وتجد الفتاة نفسها مخيرة إما أن ترتدي الحجاب الملتزم وتتهم بعدم مسايرة الموضة والافتقار لمعايير الأناقة، وإما أن ترتدي الحجاب وترضخ لآخر صيحات الموضة، وإما أن تبقى متبرجة بدون حجاب وتساير الموضة" ويصح فيهم قول القائل "حجاب من فوق عمرو خالد ومن التحت الشاب خالد"
·         المتجول في شوارع وأزقة مختلف مدن الوطن تجذبه البنات المحجبات بسروال من نوع جينز أو فيزو أو سليم الضيق من فوق ومن تحت، وبودي ضيق وغطاء على رأسهن، وأخريات يلبسن "بنتاكور" وبودي ويضعن قطعة قماش على رأسهن، وبعض موديلات الحجاب مصممة على شكل ملابس عارية من فوق وترتدي تحتها ملابس ذات أكمام طويلة، تصاميم خارقة نراها في الشارع.. في الجامعة.. في الثانويات والمتوسطات والأسواق وفي كل مكان نقابل المتحجبات بـ "حجاب الموضة"، وزاد في انتشار تلك "الحجابات العصرية" المغنيات والمذيعات اللواتي "تحجبن" وأضحين نماذج للحجاب "العصري" تقدمهن بعض القنوات الفضائيات الدينية وغير الدينية، يرتدين فساتين مزركشة مع غطاء للرأس يكاد يبين لون الشعر وحجمه والأذنين، مع التزين بمساحيق تجميلية تناسب ألوان الثياب بشكل يناسب مواكبة الموضة.
 
النساء يقلدن محجبات الفضائيات
ومن بين الأمور التي اقتبستها الفتيات من "متحجبات الفضائيات"، هي طريقة ربط الخمار، فقد أصبحت طريقة وضع غطاء الرأس وحدها موضة، فهناك عدة طرق لوضع منديل الرأس وتغيير طريقة ربطه حسب نوع القصة واللون، وكأنه شعر، مثل شد غطاء الرأس حول الوجه مما يجعل الخدود منتفخة وبارزة، وأصبحت الفتيات يركزن على شد الخمار حول الرقبة والعنق وتزيينه بباقات من الورود مصنوعة من القماش".
وتزداد يوما بعد يوم المحلات المتخصصة ببيع لوازم "المحجبات" اللواتي يتبعن الموضة ويرتدين "حجاب الجينز" فيما نرى انخفاضاً في المحلات التي تعنى بالحجابات الملتزمة، وقد ظهرت في الجزائر محلات تجارية شهيرة لماركات أردنية وخليجية وسورية متخصصة في الحجابات الملتزمة، والإكسسوارات المكملة لها.

متحجبات بالجينز
وترتدي الفتيات في الجامعات والثانويات والأسواق والشوارع حجابات عصرية عبارة عن سروال الجينز ضيق وغالبا يكون من نوع "سليم"، مع بودي ضيق أو قميص أو جاكيت، أو معطف قصير، في أناقة مزجت بين الثقافة الأوربية والتقليد الإسلامي كوسيلة من وسائل عرض مفاتن المرأة بأشكال وألوان مثيرة للانتباه وجاذبة للنظر، خاصة في الجامعات والثانويات، فهناك نجد عالما آخر للموضة والحجاب، فالجينز مع الحجاب أصبح المنظر المألوف لغالبية فتيات الجامعات.
وحسب حجاب الموضة أصبح بإمكان المتحجبات ارتداء كل أنواع الملابس، من السروال إلى التنورة إلى الفستان إلى القميص، والتنويع من خلال الألوان وأنواع الأقمشة، وتفضل معظم المتحجبات ارتداء الجينز لكونه مريحا دائماً ويناسب أثناء السفر لما يتمتع به من راحة وحرية في الحركة أثناء ارتدائه، كما أن للجينز ميزة هامة وهو أنه يتماشى مع جميع الألوان وغالباً ما يكون مناسباً لمختلف المناسبات أيضاً.

أن تكوني محجبة لا يعني الابتعاد عن الموضة والأناقة
وتقول "لينا مولاي" طالبة جامعية ناشطة في المنظمات الطلابية "أن تكوني محجبة لا يعني أنه عليك الابتعاد عن الموضة، وارتداء ما هو ممل وموحد الألوان والتصاميم، ولا يعني أن عليك ارتداء العباءة السوداء المعتمة والقاتمة أو الملابس التي تفتقر إلى التصميم المميز وتجعلك بعيدة عن التميز أو تجعلك تشعرين وكأنك سيدة في السبعين من العمر، بل يمكني أن تكوني محتشمة ومتوافقة مع تعاليمك الدينية ومعتقداتك وفي الوقت نفسه تتبعين صيحات الموضة على اختلاف أنواعها سواء كانت موضة ملابس أو أحذية أو حقائب يد وإكسسوارات بالإضافة إلى موضة الوشاح والمناديل أي غطاء الرأس، إذن يمكن لملابس متحجبة أن تكون ملابس عصرية جذابة تنال إعجاب الجميع مع المحافظة على الحشمة والسترة المطلوبة".
أما أيمن عمارة، وهو أستاذ جامعي، فيقول "انتشر نوع عصري من الحجاب، وهو سروال وبودي وإيشارب صغير ملون، والمشكلة أن الأب والأم يظنان أن ابنتهما محجبة بوضعها قماشا على رأسها، فلا يحاسبانها على نوعية ما تلبس ولا يبحثان عن سلوكها، بل إنهما يفتخران كون ابنتهما محجبة"

ألبس الحجاب الملتزم أثناء الصلاة فقط
"
آسيا مومن" 32 سنة، تلبس حجاب السروال أي قميصا وسروالا وتضع خمارا على رأسها، سألناها لماذا لا ترتدي حجابا ملتزما طويلا وعريضا، فأجابت أنها لا تستطيع ارتداءه لأنه يشعرها بالاختناق، ولا تجد الراحة فيه لأنها لا تستطيع أن تمشي و تتحرك وتسرع في المشي بطلاقة وأضافت "حجاب السروال وخاصة الجينز يناسبني أكثر لأنني أحتاج للسرعة في المشي للوصول إلى العمل باكرا وكذا للعودة إلى المنزل باكرا كما أنني أتدافع مع الرجال للركوب والنزول من الحافلات وكذلك في الأسواق والشوارع، لهذا لا يمكنني أن ألبس الحجاب الطويل، وقالت "أنا ألبس الحجاب الملتزم فقط عندما أؤدي الصلاة".
ياسمين فتاة تبلغ من العمر 25 سنة رفضت ذكر اسمها كاملا قالت "لبسي للحجاب ليس اختياري الشخصي بل هو اختيار أخي ووالدي، لكني اليوم تعودت عليه، كما أنه لا يشكل لي عائقا أمام الأناقة والجمال لأن الموضة اليوم أصبحت تركز على صاحبات الحجاب أكثر مما تركز على غير المتحجبات".

أشتري آخر صيحات الموضة في عالم الحجاب
نسرين رفضت هي الأخرى ذكر إسمها كاملا "عندما كنت ألبس الحجاب الملتزمة والملابس المتحفظة كان زوجي يتهمني بعدم مسايرة الموضة، وكنت أراها ينظر كثيرا إلى الفتيات اللواتي يمشين بحجاب السروال والموضة في الشارع ويبدي إعجابه بلباسهن، لذلك أصبحت أرتدي حجاب السروال وحجابات الموضة إرضاء له، لأنه يهتم كثيرا بجمالي وأناقتي، ويردني أن ألبس مثل زميلاته في العمل، واليوم أصبحت أجتهد من أجل إرضاء زوجي، وأشتري آخر صيحات الموضة في عالم الحجاب حتى لا ينظر زوجي لزميلاته في العمل، وللفتيات اللواتي يراهن في الشارع".
يقول عبد الكريم موساوي طالب في مدرسة الحقوق ببن عكنون "أقسم أني أعرف بناتا لا يلبسن الحجاب ولكنهن قمة في الأخلاق والحياء وحتى لباسهن محتشم ولا يثير الشباب ومشيتهن مشية استحياء ورأيت بأم عيني بناتا يدعين أنهن يلبسن الحجاب لكنهن يلبسن ملابس شبه عارية تظهر كل مفاتنهن، وحتى مشيتهن غير بريئة".

ليست كل من وضعت قطعة قماش على رأسها تعتبر متحجبة
وفي هذا الصدد أكد العديد من الأئمة في اتصال مع الشروق "أنه ليس كل من وضعت قطعة قماش أو غطاء على رأسها تعتبر متحجبة، فقد أصبح الشغل الشاغل للبنات هو الجري وراء لفت الأنظار من خلال الألوان الصارخة والتصاميم الفائقة الغرابة والمزركشة بطريقة مجنونة مع التفنن في طريقة ربط غطاء الرأس بشكل يتناسب مع الموضة ويمين أنفسهن متحجبات".
 

الشيخ بن زعمية: تسمية هذه الملابس حجاب هو من تلبيس إبليس للمسلم
أما الشيخ الإمام بن زعمية فقال "إن تسمية هذه الملابس حجاب هو من تلبيس الشيطان للمسلم، حيث أن الشيطان هو الذي يغير تسمية الأشياء ليحلل الحرام ويحرم الحرام كتسمية الخمر مشروبات روحية".
وقال إن "الحجاب الشرعي هو الذي يحقق المقصود من الستر ويبعدها عن الفتنة ولهذا وضع العلماء لهذا الحجاب شروطا أولا أن يكون ساترا لسائر البدن ما عدا الوجه والكفين، وأن لا يكون فضفاضا، لا ضيقا، وأن يكون غير شفاف، ورابعا أن لا يكون زينة في ذاته، وأن لا يكون شبيها بلباس الرجال وأن لا يكون شبيها بلباس الكافرة أو العاهرات المعروفات بالفسق، فأي لباس تنطبق عليه هذه الشروط هو لباس شرعي".
وأضاف "أن يكون لباس المرأة محتشما ويحقق لها المقصود من السترة لا يعني أن تلبس بطريقة تجعل المجتمع ينظر إليها نظرة الازدراء، وكما قال الشيخ محمد الغزالي "المرأة حاليا تعيش بين التيارات الوافدة والتقاليد الراكدة، أي بين قوم يريدون أن يخرجوها من لباسها الشرعي وقوم يريدون أن يضيقوا عليها في سجن، والإسلام يأبى كل هذا لأنه دين الوسطية والاعتدال"
 
عن الشروق

تشكيل مجلس الشعب المصري


بعد مارثون انتخابي شاق، استمر لأكثر من ثلاث أشهر، أظهرت النتائج النهائية لانتخابات "برلمان الثورة"، حصول تحالف حزب "الحرية والعدالة" على "أكثرية" مريحة، حيث حصد نواب حزب "الإخوان" 218 مقعدًا، بالإضافة إلى 6 مقاعد للكرامة، ومقعدين للحضارة، ومقعد للعمل، وآخر إلى الدكتور وحيد عبد المجيد "منسق التحالف"، بإجمالي عدد مقاعد بلغ (228) مقعدًا، بنسبة إجمالية تصل إلى 45.7%، منها 109 مقعدًا "فردي"، و119 مقعدًا "قوائم".

وحل تحالف حزب "النور" السلفي، وصيفًا، بإجمالي مقاعد وصل إلى (123) مقعدًا، بنسبة تبلغ 24.6%، منها 25 مقعدًا "فردي" و98 مقعدًا "قوائم"، حصد منها نواب "النور" 108 مقعدًا، فيما فاز نواب حزبي البناء والتنمية والأصالة بـ 15 مقعدًا. وبهذا يكون حصد "الإسلاميون" 351 مقعدًا، من إجمالي مقاعد مجلس الشعب المخصصة للمنتخبين، والبالغة 498 مقعد، بنسبة تصل إلى 70.4%.

وجاء حزب "الوفد" في المركز الثالث، بإجمالي مقاعد بلغ (42) مقعدًا، بنسبة تبلغ 8.4%، بعدما حصد نوابه 40 مقعدًا "ٌقوائم"، ومقعدين "فردي".وحصل تحالف "الكتلة المصرية" على المركز الرابع، بإجمالي مقاعد بلغ (33) مقعدًا، بنسبة تبلغ 6.6%، بعدما حصد 32 مقعدًا "ٌقوائم"، ومقعد "فردي"، حصد منها نواب "المصري الديمقراطي الاجتماعي" 16 مقعدًا، و"المصريين الأحرار" على 14 مقعدًا، و"التجمع" على 3 مقاعد.

وجاء حزب "الإصلاح والتنمية" في المركز الخامس، بعدما حصل على (10) مقاعد، بنسبة بلغت 2%، بعد حصوله على 9 مقاعد "قوائم" ومقعد وحيد "فردي". وحزب "الوسط" في المركز السادس، بإجمالي (9) مقاعد "قوائم"، وتحالف "الثورة مستمرة" في المركز السابع، بإجمالي (8) مقاعد "قوائم"، وحصل حزبي "مصر القومي" و"المواطن المصري" على 5 مقاعد لكل منهما، فيما فاز حزب "الحرية" بـ 4 مقاعد، وبهذا وصل إجمالي المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب التي تضم على قوائمها "فلول" الحزب الوطني المنحل إلى 14 مقعدًا.

وحصل حزب "الاتحاد" على مقعدين، و"السلام الديمقراطي" و"العربي الناصري" و"الاتحاد المصري العربي" و"العدل" على مقعد وحيد لكل منهم. بينما حصلت قوائم 22 حزب على أقل من النسبة الحاكمة، المحددة بـ 0.5 %، على مستوى الجمهورية، واستبعد مقعد كان حصل عليه حزب "المستقلين الجدد" في الشرقية. فيما فاز بمقعد مجلس الشعب 25 مرشحًا من "المستقلين"، على النظام الفردي في المراحل الانتخابية الثلاث.

ويشار إلى إنه ستعقد أولى جلسات مجلس الشعب، بعد غد الاثنين، في الساعة الحادية عشر صباحًا، في جلسة إجرائية، سينتخب خلالها رئيس المجلس ووكيليه.

الخميس، 19 يناير 2012

أبناء الطلاق وجحيم العلاقة مع أحد الأبوين


بعضهم يكره بدل أن يحب وبعضهم يهمل بدل أن يهتم

أحيانا قد يكون الطلاق بين الزوجين مخرجا من المشاكل التي تنغص عليهما حياتهما المشتركة. لكن أحيانا أخرى قد يكون الطلاق بابا إلى مشاكل من نوع آخر. مشاكل لايعرفها المطلقون من غير أبناء، لأن مصدر هذه المشاكل يعود في الأصل إلى وجود الأبناء.

منقدرش نسى داك الشي اللي مدوز على مي



"مكنحملش نشوفو أصاحبي"، عبارة مفاجئة التقطتها "الحياة" صدفة في أجواء عيد الأضحى الأخير من فم أحد الشباب، وقد قالها في حق أبيه المطلق لأمه منذ كان هو طفلا رضيعا. سمير، وهذا اسم الشاب، اشتدت عليه مناشدات بعض من أصدقائه الذين استنجد بهم والده بغرض إقناعه بقبول زيارته بمناسبة العيد. لكن سميرا ظل متشبثا بالرفض. وأمام إصرار أصدقائه، لم يجد في النهاية غير تلك العبارة لفك الطوق عنه، وهو يلوح بيده دلالة على التضايق، قبل أن يبتعد وعيناه مغرورقتان بالدموع.
يبلغ سمير من العمر ستة وعشرين سنة. ومنذ كان في سنته الثانية وهو يعيش في بيت جديه بعدما انفصلت أمه عن أبيه. وطيلة هذه المدة، لم ير أباه وعائلة أبيه إلا لمرات قليلة، كما صرحت والدته بذلك لـ"الحياة". أما السبب، حسب والدته دائما، فهو عدم اهتمامهم به، "إنهم لايريدونه. لو كانوا يريدونه ألم يكونوا ليسألوا عنه، أم لا؟". الأم عددت أمام "الحياة" صورا مختلفة عن معاناتها من أجل الحصول على حضانة ابنها، "لم يدَعوا شيئا لم يجربوه لحرماني من حضانته، وعندما تغلبت عليهم وحصلت على حضانته أهملوه تماما وكأنه غير موجود".
لماذا لا يتحمل سمير رؤية أبيه كما قال؟ سؤال طرحناه عليه، فكان جوابه بعدما رفض في البدء الحديث عن الموضوع: "إنه يستحق"، قبل أن يطرح هو الآخر سؤالا: "هل هناك ابن سيكره أباه لو كان هذا الأب صالحا؟". سمير، إذن، يكره أباه، كما جاء أخيرا على لسانه. لذلك، طلبنا منه بسط أسباب هذه الكراهية، فقال وعلامات الحرج بادية عليه: "منقدرش ننسى كاع داك الشي اللي مدوز على مي". "بحال آش؟"، تسأل "الحياة"، فيجيب: "بزاف.. بزاف ديال الهضرة.. بزاف.". عند هذا الحد فقط عادت إلى سمير سورة الكآبة واغرورقت عيناه ثانية، فاكتفينا منه بذلك دفعا لمزيد من الإحراج وغادرناه إلى والده. ووالده رجل في الخمسينات، موظف بإحدى الضيعات النموذجية، متزوج من امرأة ثانية، وله منها ثلاثة أبناء. يقول مولود، وهذا اسم الوالد، ردا على أسئلة "الحياة" :"الناس عندنا غير واعين. فعندما تتواجه مع أحدهم في المحكمة لتدافع عن نفسك وليدافع هو الآخر عن نفسه يظن أنك تعاديه. ألم توجد المحكمة لنتخاصم أمامها، وعندما تحكم يرضى الجميع بحكمها؟ لكن زوجتي الأولى عندما حصلت على حضانة سمير أصرت على العداوة هي وعائلتها وقاموا بتربيته على هذا الأساس". وحول امتناعه عن السؤال عن ابنه وعدم زيارته إلى درجة النسيان، كما صرحت لنا الأم بذلك، نفى مولود الأمر جملة وتفصيلا، شارحا ما وقع على طريقته: "لما كان سمير صغيرا، كنت أزوره وفق ما تسمح به ظروفي. وقتها، لم يكن الأمر يطرح مشكلا، لكن لما كبر قليلا وبدأ يعرف بعض الأشياء أصبح هو الذي يرفض رؤيتي. لقد لقنوه أن يكرهني". مولود أصر أيضا على أن يقدم لنا ما يعتبره دليلا على حبه واهتمامه بابنه عندما طلب منا سؤال زوجته الأولى إن كان ملتزما حقا ومن غير انقطاع بأداء مصاريف الحضانة التي حكمت بها عليه المحكمة، كما أكد أنه مستعد لإحضار من يشهد له بأنه قبل سنتين عرض على ابنه عن طريق الوسطاء أن يتكفل بمصاريف هجرته إلى إيطاليا بطريقة غير مشروعة طبعا، وذلك من أجل ضمان مستقبله، كما قال.

لا أفتقدها

بين الاتهامات المتبادلة بين الأم وزوجها الأول، تبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي حالة الكآبة التي تلف سميرا، كلما أثير الموضوع أمامه، وهي حالة بقدر ما يمكن أن تؤشر إلى عدم سلامته النفسية، فإنها أيضا تجمع بينه وبين مجموعة أخرى ممن التقت بهم "الحياة"، والذين حكم عليهم الطلاق المبكر بين آبائهم وأمهاتهم بأن يعيشوا في المنطقة الملتبسة والمعقدة التي يتجاذبها الحب والكراهية. ومن هذه الحالات التي وقفت عليها "الحياة" عن كثب حالة نعيمة، وهي أستاذة للتعليم الثانوي الإعدادي في منتصف الأربعينيات. نعيمة هي الأخرى من بنات الطلاق المبكر، حيث افترق أبوها عن أمها وهي بعد في مرحلة الرضاع. وبحسب ما تحكيه والدتها، فقد قام مطلقها بنزع نعيمة في سبعينيات القرن الماضي من حضنها وسلمها لوالدته ثم لزوجته الثانية كي تقوما بإكمال رضاعتها. الأم التي لم تقو على مداراة دموعها استعرضت أمام "الحياة" فصولا طويلة من جحيم فراق ابنتها، خاصة وقد حرمت من رؤيتها حتى حدود سنتها الرابعة من التعليم الأساسي، ولما كتب لها أخيرا أن تراها لأول مرة وجدت كائنا آخر يمكن أن يكون أي شيء آخر إلا ابنتها التي من صلبها: "لقد رفضت أن تعرفني. ومن يدري ماذا قالوا لها عني أو أي سحر أعطوه إياها". وحتى لما كبرت نعيمة واستقلت بنفسها، فإن عدد المرات التي التقت فيها الأم بابنتها لا يتجاوز خمس مرات في أكثر من عشرين سنة، ثلاث مرات بمبادرة من الأم، ومرتان بمبادرة من الابنة. وعلى ذلك تختم الأم قائلة: "إن لها الآن عقلها. وإذا كانت تجهل حقيقة ما حصل فلتسأل الناس. أما أنا فقد بدأت أتعب". أما نعيمة، فهي في الحقيقة لا تكره أمها، كما صرحت لـ"الحياة"، لكنها لا تجد، كما قالت، دافعا في داخلها للاستمرار في تذكرها، وبالتالي الإكثار من زيارتها: "بصراحة، لست في حاجة حقيقية إليها. إنني لا أفتقدها. ثم إن ما تقوله عن أبي وعائلته يؤلمني كثيرا". لكن نعيمة، مع ذلك، لم تستطع أن تداري في حضور "الحياة" صورة الكآبة الملتبسة التي استوطنت ملامحها هي الأخرى، بعد أن أصبحت حديثا امرأة مطلقة تربي طفلا صغيرا بعيدا عن أبيه.
لم يشأ والد نعيمة أن يتحدث إلى "الحياة" عن موضوع ابنته. وإذا كان قد اعتبرنا نحشر أنفسنا في ما لا يعنينا، فإن ثمة أطرافا أخرى يعنيها الموضوع كله، بل ويشكل لها مصدر معاناة. والمقصود هنا هم إخوة نعيمة وإخوة سمير وغيرهما من أبناء الطلاق الذين طالما سمعوا بأن لهم  إخوة آخرين من آبائهم أو من أمهاتهم لكنهم لا يحظون منهم بما يفترض أن حظى به الأخ من أخيه. وقد التقت "الحياة" أكثر من حالة، ومنها حالة إلياس الذي له أخ من الزوجة الأولى لأبيه. وإذا كان قد بحث عنه وسعى أكثر من مرة إلى ملاقاته، فإن الآخر ظل يرفض أية علاقة أخوة عادية. "ومللي كنحصلو كيدير بحال يلا عندو معايا شي حساب"، يقول إلياس.

واش ف خبار القانون؟

ضد الطبيعة هي حكايات بعض من أبناء الطلاق في علاقاتهم بآبائهم أو أمهاتهم أو إخوانهم. بعضهم يكره بدل أن يحب، وبعضهم يهمل بدل أن يهتم. لماذا إذن يحتل الحقد والإهمال أحيانا مكانا منذورا في الأصل للحب والحنان؟ في الغالبية من الحالات التي تنقلت بينها "الحياة"، يتكرر سناريو خاص: لا يأخذ الابن أو البنت موقفا سلبيا من أحد أبويهما المطلقين إلا ويكنان تقديرا إيجابيا جدا للآخر الذي تربيا معه. كراهية أو إهمال مقابل تحيز مبالغ فيه. وهو وضع من الممكن أن يضع التربية التي تلقاها الابن أو البنت موضع اتهام، خاصة حين تبدو أغلب التبريرات التي يقدمها الأبناء وكأنها مأخوذة مما يقوله الأب أو الأم، الذي أو التي تربيا معه أو معها. فهل يخضع بعض أبناء الطلاق لتحريض ممنهج من طرف أحد الوالدين ضد الآخر؟ سؤال، بقدر ما هو كفيل باستنفار أهل السوسيولوجيا وعلم النفس،  فهو أيضا حري باستنفار القانون، باعتبار أن الاحتمال الذي يتضمنه، إذا صح فعلا، فإنه يضرب عرض الحائط بحق من حقوق بعض الآباء في الحصول على علاقة سوية وعادية مع أبنائهم الذين من صلبهم برغم ظروف الطلاق.

السلفيون المغاربة يستعدون لتأسيس حزبهم



انبثقت من رحم التيار السلفي بالمغرب حركة سلفية جديدة تسمى "الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح". أصحاب هذا المولود يسعون إلى الخروج عن التوجه السلفي السائد المرتبط بالأشخاص والرموز، في أفق حزب سياسي على شاكلة التيار السلفي المصري، الذي تحول من حركة دينية إلى حزب سياسي قائم على مرجعية دينية بحتة، وفازت قائمته بالمركز الثاني في الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة. فهل تشكل تجربة سلفيي مصر مرجعا لسلفيي المغرب يسيرون على هديه في محاولة المشاركة في اللعبة السياسية، أم أن الأمر يتعلق فقط بتجمع سلفي جديد يسعى إلى تجاوز الخلافات التي طبعت الصف السلفي المغربي؟

أطلق شباب مغاربة ينتمون إلى التيار السلفي المغربي مشروع حركة سلفية جديدة يحمل اسم "الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح". وأكدت الحركة السلفية الجديدة، في ورقتها التأسيسية، التي حصلت "الحياة" على نسخة منها، أن هذه المبادرة "حركة سلمية وسطية لا تنهج العنف والتشدد والتطرف وسيلة للتغيير أو الإصلاح، وتتمسك بكل الصلاحيات التي تكلفها كل الأعراف والقوانين الدولية والتي تتناقض مع الإسلام ومن أبرزها حق المسلم في التعبير عن رأيه".
وأوضحت الوثيقة أن التيار الجديد يمثل حركة دعوية، أو تيار شبابي إصلاحي يعتمد المنهج الإسلامي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة وذلك في جميع الأصعدة، سيما الدعوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وشددت الوثيقة على أن إنشاء مجموعة من الشباب، ممن يمثلون شرائح المجتمع المغربي، نابع من اعتبار الخيار الإسلامي السلفي المعتدل هو الكفيل والضامن لإيجاد الصوت الصادق المعبر عن رؤاه وتطلعاته.
وتفيد أرضية الحركة الجديدة، بأن هذه الأخيرة تروم من خلال أهدافها "القيام بإصلاح أسلوب التغيير الدعوي والسياسي الحالي، وترشيد العمل السياسي الإسلامي لدى التيارات الإسلامية لكي يتوافق مع الثوابت الشرعية". وأوضحت الحركة أن خروجها إلى الوجود جاء بهدف "تذكير الأمة بالأصول الشرعية التي يجب الانقياد لها في كل مشروع إصلاحي، وتكوين كوادر قيادية للتيار السلفي تسهم فئاته في العمل لصالح الإسلام، والتناصح والتعاون مع باقي القيادات الإسلامية العاملة في الحقل الدعوي بالمغرب".
وشددت الوثيقة التأسيسية على أن الحركة لا تضع في مرتكزاتها تكثير الأتباع والمنتمين إليها، لكنها تحرص على صنع رأي عام "يحتشد وراء المبادئ والأصول، وفي مقدمتها تحكيم شريعة الإسلام". وناشدت الحركة الوليدة ما أسمته "المخزن المغربي" وصانعي القرار باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنيب المغرب منزلقات التردي والفوضى.
ولم تختلف ورقة المشروع عن أرضية مشروع  تيار سلفيي مصر، الذي حمل نفس الأسباب ونفس الأهداف التي دفعت بأصحابه إلى الخروج إلى العلن، قبل الانتقال إلى حزب النور السلفي الذي فاز بالمركز الثاني في الانتخابات البرلمانية. وفي هذا الخصوص، أكدت مصادر أن التحرك السلفي المغربي الأخير يعطي الانطباع بأنه يسير على خطى حزب النور السلفي. وهذا ما كشف عنه أحد أعضاء "الحركة السلفية الجديدة من أجل الإصلاح"، حين قال إنه من المحتمل أن يتحول هذا التيار إلى حزب سياسي يضم بين صفوفه معتقلين سلفيين سابقين، وسلفيين محسوبين على دور القرآن، وسلفيين تقليديين. إلا أن المتحدث ربط هذا الخيار بطبيعة الأجواء التي تجري فيها الانتخابات، سواء التشريعية أو الجماعية، سيما وأن الانتخابات التشريعية الأخيرة، يقول المصدر ذاته، لم تستجب لآمال الشعب، ولم يسبقها أو يصاحبها أي تغيرات أو إشارات تنبئ عن رغبة جادة لإعطاء الشعب حقه في المشاركة الفعالة واتخاذ القرار وتكافؤ الفرص.
وأكد مصدر مطلع أن من المؤسسين لهذه الحركة جلال المودن، أحد تلامذة الشيخ أبو حفص، وأبو سليمان السرغيني، وعدنان وادي. وكشف المصدر ذاته أن أعضاء الحركة تلقوا عروضا للانضمام إلى أحزاب ذات مرجعية إسلامية، كالنهضة والفضيلة، والحركة من أجل الأمة، إلا أنهم فضلوا التكتل في إطار جمعوي، قبل تأسيس حزب سياسي لا يختلف عن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، خصوصا وأن اللقاءات التي جمعتهم بالشيخ محمد الفيزازي حملت لهم تشجيعا للسير في اتجاه المشاركة في اللعبة السياسية، يقول المصدر ذاته.
ورفض جلال المودن، أحد أبرز مؤسسي الحركة السلفية الجديدة، الإفصاح عن نية الفعاليات السلفية التي بادرت إلى إنشاء التيار الجديد، في تحويله إلى حزب سياسي يشارك في اللعبة السياسية، حين قال: "هذا ليس من طموحاتنا الحالية". لكنه عاد ليؤكد، في تصريح لـ"الحياة"، أن مشروع أرضية الحركة يشير إلى عدم سعي أصحابها إلى الانتقال بها إلى حزب سياسي، وإنما الهدف منها هو تحسيس الدعاة بمسؤوليتهم تجاه المجتمع، وضرورة التحرك والمبادرة من أجل الإصلاح والتغيير. وشدد المتحدث على أن مؤسسي الحركة ليست لهم مصالح معينة، ولا يسيرون وفق أجندات مسيسة خارجيا.
ويضيف المودن أن الضرورة صارت ملحة لجمع شمل الصف السلفي، والقطع مع التشرذم والصراعات، واختصار الفكر السلفي في الرموز والأشخاص، وذلك بإحياء فكر سلفي جديد بقراءة جديدة وفق معطيات العصر.
وفي تعليقه على خروج هذا التيار السلفي الجديد، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية محمد ضريف، في تصريح لـ"الحياة"، إن "الإشارات التي أطلقها محمد الفيزازي، أحد شيوخ السلفية الجهادية، بكونه قريبا من تأسيس حزب سياسي، وكذا الأخبار القادمة من مصر والتي تفيد بأن تيارات إسلامية انخرطت في العملية السياسية، تحت غطاء حزبي، كانت عوامل دفعت بهؤلاء إلى إنشاء هذه الحركة في انتظار تأسيس حزب سياسي". وعن حذر مؤسسي الحركة في الإفصاح عن برنامجهم الكامل، قال ضريف: "من البديهي أن لا يفصح مؤسسو هذا التيار عن نواياهم وطموحاتهم السياسية، لارتباط منهجيتهم بعوامل الوقت ومبادئ  تنظيمية".
"الحركة السلفية المغربية من أجل الإصلاح" اختارت الفضاء الإلكتروني للإعلان عن ميلادها. فقد أطلقت صفحة خاصة على الفايسبوك، انضم إليها حتى الآن أكثر من 2300 عضو، وفيها كشفت عن رغبة أعضائها في تأسيس جمعية وطنية قانونية للدفع بالعمل الإسلامي. كما تكشف الصفحة محاولة المؤسسين استقطاب منتسبين جددا للحركة، عبر دعوة وجهتها إلى الراغبين في الدفع بالحركة السلفية بالمغرب إلى الأمام، بتعبير الساهرين على الصفحة. وهذا ما يتناقض مع ما أشارت إليه الوثيقة التأسيسية، حين قالت إن "الحركة لا تضع في مرتكزاتها تكثير الأتباع والمنتمين إليها، لكنها تحرص على اصطناع رأي عام يحتشد وراء المبادئ والأصول وفي مقدمتها تحكيم شريعة الإسلام".
وأشارت الحركة في صفحتها على الفايسبوك إلى أن الشيخ محمد الفيزازي التقى أعضاء الحركة في اجتماع احتضنه مقر حزب النهضة والفضيلة بالرباط، وناقش فيه الفيزازي التصورات والأسس الكفيلة بإنجاح أي حركة إسلامية، كما أبدى استعداده لدعم الحركة والنهوض بها إلى الأمام. وهو ما يشير إلى إمكانية أن يقود "شيخ السلفيين"، الذي غادر السجن إثر عفو ملكي، هذا المولود السياسي القادم في زمن "الصعود الإسلامي".

فاطمة الإفريقي: الفساد الأكبر هو الذي يوجد داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة



في هذا الاستجواب، تتحدث الإعلامية المغربية فاطمة الإفريقي بكل جرأة عن الوضع الذي تعيشه القناة التلفزية الأولى، حيث تشتغل. معدة ومقدمة برنامج "عتاب"، بالقناة الأولى، لم تخف نقدها الشديد لكيفية تعامل إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مع شركات الإنتاج، التي قالت إن أغلب أعمالها لا تتوفر فيها شروط الجودة المطلوبة. وذهبت الإفريقي إلى حد الحديث عن "لوبيات" قالت إنها تتحكم في برامج التلفزة من خارج الشركة. الإعلامية التي عرف عنها مساندتها لحركة 20 فبراير ومشاركتها في تظاهراتها ومسيراتها، تؤكد لـ"الحياة" أنها مازلت تساند هذه الحركة من أجل التغيير وإسقاط الفساد والاستبداد. كم من "عتاب" من طرف فاطمة الإفريقي يستحقه ما تنتجه القناة الأولى من برامج وأفلام ومسلسلات؟ بصراحة، وكي لا أكون مجحفة في حق زملائي في القناة الأولى، هناك برامج تستحق التنويه والتصفيق. لكن العتاب الكبير هو لمن يخطط للبرامج، ولمن يضع اسراتيجية للبرامج التلفزية. المؤسف في القناة الأولى هو أن الإنتاجات الجيدة تمر عابرة، لا نعطيها القيمة التي تستحق. "ماكنفرحوش بإنتاجنا الوطني". لا أعلم هل للقناة الأولى مشكل في طريقة الدعاية لبرامجها؟ فالبرامج المتميزة تبث في وقت غير مناسب. لهذا، يتم إحباط المشرفين عليها. وفي المقابل، فإن البرامج الرديئة جدا هي التي يسلط عليها المزيد من الضوء، وهي التي توضع في الواجهة.وهذه هي المفارقة العجيبة التي تعيشها القناة الأولى، والتي لا أفهمها. إذا قمنا بمقارنة بسيطة بين البرامج التي تبثها القناة الأولى وتلك التي تبثها القناة الثانية، ماذا سنستنتج؟ القناة الثانية تعرف كيف تحتفل بإنتاجاتها، وكيف تسلط عليها الضوء وتمنحها قيمة مضافة. وحتى إذا كانت بعض إنتاجاتها متوسطة أو لابأس بها، فالقناة الثانية تعلم جيدا كيفية تسويقها عن طريق البث المناسب والدعاية الجيدة. أما ما يبث على القناة الأولى، وللأسف، من برامج أو أفلام فغالبا ما تتسم بالرداءة. أما الجيد، فيقتل مع سبق الإصرار والترصد. هل يمكن أن تحددي نوعية هذه البرامج الرديئة الذي تبثها القناة الأولى؟ في الحقيقة، لا أود أن أتجنى عن البرامج التي تبث على شاشة القناة الأولى. الرديء واضح والجيد كذلك. والمؤسف أن البرامج الرديئة هي التي تنتجها شركات الإنتاج التي تصرف عليها الأموال الطائلة من المال العام، وهي التي تقدم لها كل الإمكانات وكل الوسائل التقنية والبشرية، ولكنها لا تخضع للمراقبة من مسؤولي القناة الأولى، فليس هناك إصرار من طرف مسؤولي القناة على شروط الجودة. وهنا، يمكن القول إن أغلب البرامج الرديئة هي تلك التي تصدرها شركات الإنتاج. لكن هناك استثناءات بسيطة لبعض البرامج التي تنتجها شركات الإنتاج وتخضع لمبدأ الجودة، وهي تكون غالبا تحت إشراف ابن الدار. هل يمكن القول إن جل شركات الإنتاج هدفها الأساسي من البرامج التي تنتجها هو فقط الاغتناء؟ أنا ليس لدي أي مشكل في أن تغتني شركات الإنتاج من القنوات الوطنية. "بالصحة والراحة"، لكن المشكل عندي أنا شخصيا هو أن مقابل ذلك المال الذي تمنحه إياها القناة العمومية يجب أن يرد من طرف شركات الإنتاج بعمل جيد يتوفر على شروط الجودة. وهنا، عندما نتكلم على الجودة ليس فقط جودة المضمون وإنما، أيضا، الصوت، التعليق، الصورة، أي الشكل الفني للبرنامج. وهذا ما تفتقره القناة الأولى على وجه الخصوص. وكما قلت لك ليست هناك صرامة من طرف مسؤولي القناة الأولى على شرط الجودة في الإنتاجات التي تنتجها الشركات. كيف تقيم فاطمة الإفريقي المشهد السمعي البصري بعد عملية التحرير التي انطلقت منذ حوالي 10 سنوات؟ هناك تحرير على مستوى الإذاعة وليس التلفزيون. صحيح أن هناك تحسنا في المنتوج الإذاعي، ببرامج جيدة وفي المستوى، وبالتالي أصبحت المنافسة عالية جدا بين القطاع العام والقطاع الخاص. كما أن تنوع الإذاعات الوطنية منح للمستمعين فرصة اختيار البرامج التي تناسب أذواقهم. أما في ما يخص المجال التلفزيوني، فمازال هناك احتكار القطاع العمومي للقنوات التلفزية، فمازلنا لم نشاهد قناة خاصة. فحينما ينفتح قطاع السمعي البصري على القنوات الخاصة، آنذاك يمكن أن تكون هوية جديدة للمشهد التلفزيوني المغربي. ولذلك، فإن سيطرة السلطة أو الحكومة على المشهد السمعي البصري جعلنا نشاهد نمطا واحدا من البرامج ومشاهد مملة. وأتمنى مستقبلا أن تكون هناك تعددية في القنوات التي تنفتح على المشاهد وتعمل على سياسة القرب أكثر. عدم رضاك على ما يبث في القناة الأولى دفعك إلى القول إنك تخجلين من انتمائك إلى دار لبريهي، كيف ذلك؟ من كثرة ما أشاهد من رداءة في القناة الأولى، أحرج أمام الناس الذين يعاتبون القناة من خلالي... وما هي الجوانب التي بستهدفها العتاب؟ ينتقدون طرح بعض المواضيع في برامج القناة الأولى، ويصل الحد ببعضهم إلى وصف تلك المواضيع بالبلادة. كما ينتقدون المدة الزمنية الطويلة للأخبار، بالإضافة إلأى العديد من الأمور. يوميا، أتلقى انتقادات من الشارع، الأمر الذي يجعلني أخجل من انتمائي إلى القناة وفي الوقت ذاته يجعلني أطرح سؤال "علاش باقي كاين هاد التلفزيون أصلا"؟. ربما هذا الخجل نابع من حب، وربما ترجع حدة هذه القسوة على القناة الأولى إلى أنني أحبها، فما يربو على 20 سنة وأنا أشتغل بداخلها، وهي التي صنعت مساري المهني، ولذلك، أود أن أرى هذه المؤسسة في مستوى ليس أقل من 2M أو منMEDI1 TV . ألم يجعلك هذا الخجل من الانتماء إلى القناة الأولى تفكرين في تقديم استقالتك من القناة والالتحاق، مثلا، بمؤسسات إعلامية خليجية؟ ظروفي العائلية واختياراتي الفكرية لا تخول لي العمل في القنوات الخليجية. ومن المستحيل أن أهاجر المغرب بحكم أسرتي الصغيرة التي تعودت على الاستقرار في المغرب، ولا يمكنني أن أدوس على استقرارهم من أجل أن أحقق طموحا مهنيا شخصيا، رغم أنني أحلم أن أعد وأقدم برامج في المستوى. لكن القنوات الخليجية توفر لمن يشتغل بها ظروفا جيدة من مال وسكن وتغطية صحية... من أجل إنتاج برامج في المستوى؟ لا أبحث عن المال بقدر ما أبحث عن المهنة وعن عمل شيء لهذا البلد. لدينا كفاءات وطاقات داخل القناة الأولى، "اللي يمكن تديرالعجب"، لكنها مهمشة. لا يمكن تصور عدد المبدعين داخل القناة، والذين يستغلون، للأسف، من طرف شركات إنتاج دولية. وبرأيك ما سبب تهميش الكفاءات المغربية التي تتوفر عليها القناة الأولى؟ تهميش وقتل الطاقات راجع إلى رغبة المسؤولين في تشغيل شركات الإنتاج. فعندما يعين مدير شركة إنتاج على رأس القناة الأولى، ما هي الاستراتيجية التي سيأتي بها؟ الجواب هو تشجيع شركات الإنتاج بسلبياتها، وتهميش أبناء الدار من كفاءات... يمكن أن تقدم فكرة برنامج ما، لكن عوض أن ينتج من داخل القناة يتم منحه إلى شركات الإنتاج التي تخلق في 24 ساعة. أصبحنا أمام عدد هائل من شركات الإنتاج التي تتحكم في القناة الأولى. هل يمكن القول إذن إن هناك لوبيات خارج القناة الأولى هي التي تتحكم في برامجها؟ تماما، هناك لوبيات خارج القناة تستفيد منها. ويمكن القول، أيضا، إن اقتصاد الريع يسود في القناة الأولى. إذ يمكن إعطاء رخصة برنامج أسبوعي أو يومي داخل القناة الأولى وتصبح مليونيرا في شهر. فالأموال التي تستفيد منها تلك اللوبيات دون أن تنتج برامج تتوفر على شروط الجودة خيالية. كيف تنظرين إلى الاستراتيجية التي تعتمدها القناة الأولى في برامجها؟ المؤسف، أن القناة الأولى لا تخطط للبرامج التي تريد، ليست لديها استراتيجية واضحة. فأن تضع القناة، مثلا خلال هاته السنة، تصورا لبرامج تهم المواطنة أو الاقتصاد أو النقد والجدل الفكري، هذا أمر غير وارد البتة. شركات الإنتاج هي التي تتحكم في كل شيء. وبرمجة القناة الأولى لا تخضع لأي منطق. العمل في القناة عشوائي. هل مازلت تساندين حركة 20 فبراير؟ نعم، مازلت أساندها، لأنني واحدة من المغاربة الذين يريدون التغيير وإسقاط الفساد والاستبداد. مطالب حركة 20 فبراير هي جزء من مطالب الشعب المغربي. وكلنا 20 فبراير، نريد بلدا يتمتع بالحرية والكرامة والعدالة في جميع المجالات. ويجب أن نكون يقظين اتجاه وطننا من أجل دفع عجلة التنمية والإصلاح إلى الأمام. وكيف ترين مستقبل الحركة بعد خروج جماعة العدل والإحسان منها؟ الحركة ليست ملكا لأحد. الحركة صنعها الشعب المغربي بكل اختلافاته الفكرية. الشعب الذي يطمح للتغيير من جميع الجهات والمدن المغربية. المهم هو أن تستمر يقظة الشعب المغربي من أجل المطالبة والضغط لتحقيق المزيد من الإصلاحات. كيف ترين المشهد الإعلامي في ظل تعيين وزير الاتصال من حزب العدالة والتنمية؟ أكيد أن لديه مائة حسنة يريد تطبيقها. فشعارهم داخل الحزب هو إسقاط الفساد. وأكبر فساد يوجد في البلاد هو الذي يسود في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وإذا كانوا بالفعل يرغبون في محاربة الفساد، فوجب على الشركة الوطنية أن تخضع للمحاسبة. لكن المشكل الأساسي هو أن القطب العمومي يوجد خارج مراقبة الحكومة، لأن المدير العام للقطب العمومي يعين من طرف الملك. والأمور واضحة، فلا يمكن محاسبته. ثم إن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة سلطة خارج كل السلط. وأن تكون على رأسها يجب أن تكون داخل المربع الملكي وأن تحظى بثقة الملك من أجل تسيير مؤسسة مثل SRNT. ماهي أهم المشاريع المستقبلية لفاطمة الإفريقي؟ قمت بتقديم مشروع ضخم للقناة الأولى حول احتفالية القناة الأولى بمرور 50 سنة على تأسيسها. لكن، لم أتلق أي جواب إلى حد الآن، ربما لا تهمهم 50 سنة من الاشتغال، أو ربما يودون طمس ذاكرة التلفزيون الذي صنع نجوما كثيرة. على كل حال، أنا أنتظر الجواب. العتاب الكبير هو لمن يخطط للبرامج، ولمن يضع اسراتيجية للبرامج التلفزية. المؤسف في القناة الأولى هو أن الإنتاجات الجيدة تمر عابرة، لا نعطيها القيمة التي تستحق. "ماكنفرحوش بإنتاجنا الوطني". لا أعلم هل للقناة الأولى مشكل في طريقة الدعاية لبرامجها؟ البرامج الرديئة هي التي تنتجها شركات الإنتاج التي تصرف عليها الأموال الطائلة من المال العام، وهي التي تقدم لها كل الإمكانات وكل الوسائل التقنية والبشرية، ولكنها لا تخضع للمراقبة من مسؤولي القناة الأولى، فليس هناك إصرار من طرف مسؤولي القناة على شروط الجودة.
عن الحياة

الأربعاء، 18 يناير 2012

لانافيط... معاناة صامتة لنساء ورجال التعليم في العالم القروي

التنقل اليومي يحصد عشرات الأرواح وتخلّف عددا من المعطوبين كل سنة 

من المشاكل التي تقُضّ مضجع رجال ونساء التعليم عبر ربوع المملكة مشكل التنقل اليومي للآلاف من الأساتذة والأستاذات ممن وجدوا أنفسهم مُجبَرين على ركوب مخاطر «لانافيط» في ظروف تختلف باختلاف المناطق وظروف الوصول إلى المؤسسات التعليمية. يكون اختيار الأساتذة والأستاذات للتنقل اليومي بين مقرات سكناهم وأماكن اشتغالهم، التي تبعد، في الغالب، بمسافات تتراوح بين 20 و120 كيلومترا، يضطر العديد منهم إلى طيها ذهابا وإيابا لأداء مهمة التدريس، في الغالب، اختيارا مفروضا وإجباريا لأسباب متعددة، وعلى رأسها انعدام الظروف الملائمة لاستقرارهم واستقرار أبنائهم في مناطق تعيينهم وانعدام أبسط ظروف العيش التي بإمكانها ضمان الحد المتوسط للاستقرار إلى جانب المؤسسات التعليمية المترامية في العالم القروي والتجمعات السكنية الصغيرة. لكن ما لا يعرفه العديد من المسؤولين عن قطاع التعليم، أو يتجاهلونه، هو أن «لانافيط» تخفي وراءها جبلا من المشاكل النفسية والصحية والاجتماعية، إضافة إلى العديد من المخاطر التي يعيشها أبناء «مهنة الطباشير» بشكل يومي ومتكرر أحيانا. وتبدأ معاناة «لانافيط» قبل انطلاق الموسم الدراسي بأيام، حيث يعمد الأساتذة والأستاذات إلى التنسيق القبْليّ من أجل التكتل في إطار مجموعات لضبط استعمالات الزمن، كي تتوافق مع استعمالات الزمن الخاصة بالأساتذة أو الأستاذات الذين يمتلكون سيارات خاصة.. بغية تشكيل فريق يتكون، في الغالب، من ثلاثة إلى خمسة أشخاص يلتزمون بقضاء السنة الدراسية على طريقة «لانافيط» من المدينة إلى المناطق القروية، النائية في غالب الأحيان، وهي عملية تضامنية يُقـْدم عليها رجال ونساء التعليم، «يساهمون» من خلالها ماديا مع صاحب السيارة لـ«مساعدته» على تكاليف البنزين أو واجبات الطريق السيار.. وهي عملية لا تخلو كذلك من مشاكل، إذ غالبا ما تقع خلافات حول التوقيت واستعمالات الزمن، يضطر معها المفتشون إلى التدخل لحسمها، لكن هذه المرحلة تبدو «عادية» بالمقارنة مع المشاكل اليومية التي تبدأ مع انطلاق أول يوم في «لانافيط»، إذ يدخل الأساتذة والأستاذات في دوامة المخاطر اليومية للطريق، لاسيما في بعض الطرقات المعروفة بالاكتظاظ والمسجلة كـ«نقط سوداء». وقد سُجِّلت المئات من الحوادث التي ذهب ضحيتَها رجال ونساء التعليم بين قتلى وجرحى ومعطوبين أثناء تنقلهم لأداء واجبهم المهني. ولعل مصرع أستاذ وزوجته (الأستاذة) أثناء حادثة سير كانت إحدى طرق إقليم الجديدة مسرحا لها ومصرع الأستاذ الشاب «ع. ب.» وإصابة زملائه بكسور في حادثة أخرى في إحدى الطرق الثانوية المعزولة في نفس الإقليم نموذجان فقط للعديد من حوادث السير التي يذهب ضحيتَها نساء ورجال التعليم كل سنة.. والأكيد أن رجال ونساء التعليم يستحضرون المئات من مثل هذه الحوادث التي تُخلّف، كل سنة، ضحايا ومعطوبين من مستعملي الطريق للوصول إلى مقرات عملهم. كما تُخلّف مثل هذه الحوادث أثرا كبيرا في نفوس راكبي سفينة «لانافيط» لفترة طويلة، مما يجعل هاجس الخوف من مخاطر الطرقات حاضرا لديهم بقوة وبشكل يومي. كما يعيش نساء ورجال التعليم، يوميا، مشاكل الأعطاب التي تطال سياراتهم في مختلف طرقات المملكة، والتي من المؤكد أنها تؤثر على السير العادي للدراسة، حيث تضطر المجموعة المتنقلة إلى التأخر أو التغيُّب قسرا عن العمل في حال عدم توفر وسيلة أخرى لإتمام الباقين رحلتَهم إلى مؤسساتهم. وتجد فئة أخرى من نساء ورجال التعليم من الذين لا تتيسّر لهم ظروف التنقل في إطار مجموعات منظمة أنفسَهم وجها لوجه مع المشاكل اليومية لوسائل النقل، من حافلات وسيارات أجرة كبيرة و«خْطّافة» في كثير من الحالات، إذ يصبح مشكل التنقل اليومي بالنسبة إليهم بمثابة الكابوس اليومي الذي لا ينتهي إلا بانتهاء السنة الدراسية.. وتضطر ظروف الاشتغال عددا هائلا من رجال ونساء التعليم إلى التنقل أكثر من مرة في اليوم وركوب أكثر من وسيلة لبلوغ مقرات عملهم، وهي الوسائل التي تختلف باختلاف البنيات التحتية للمناطق التي يعملون فيها. وقد ذكر رجال ونساء التعليم، لاسيما العاملون منهم في سلك الابتدائي، أن منهم من يركبون دراجات هوائية أو نارية أو عربات مجرورة أو يمْشُون على أقدامهم لإكمال الرحلة إلى القسم، وهي الرحلة التي تكون، في الغالب، عبر طرقات غير معبَّدة أو عبارة عن مسالك وعرة. وهي رحلة أكد لنا مجموعة من الأساتذة الذين استقينا آراءهم حول الظاهرة أنها تكون، في الغالب، أكثرَ خطورة من مشاكل الطرقات الرئيسية، إذ يتعرض عدد من نساء ورجال التعليم خلال هذه الرحلات، سنويا، لاعتداءات أو لهجوم بعض الكلاب الضالة أو بعض المنحرفين أو المختلين عقليا. يُعَدّ مشكل التنقل اليومي الاضطراري للآلاف من رجال ونساء التعليم من المشاكل التي يعانون منها في صمت، كما يعتبره العديد منهم أحدَ المؤثرات السلبية على نفسية هيأة أسرة التعليم، التي لها انعكاس غير مباشر على مستوى أدائهم رسالتهم النبيلة. ولن تحل التعويضات التي ينتظر العاملون في العالم القروي الإفراج عنها -على علتها- مشاكل هذه الفئة بشكل نهائي، بل بات على المسؤولين عن قطاع التعليم في الحكومة المقبلة إيجاد حلول معقولة من شأنها أن تضْمَن لهذه الفئة كرامتها وتوفّـر لها ظروفا ملائمة للاشتغال، كالتفكير في إنشاء شراكات مع شركات نقل خاصة في مستوى جيّد لتنظيم رحلات يومية بين أهمّ النقط الرئيسية التي تربط المدن بالمراكز القروية، على الأقل، وضمان تنظيم رحلات بإمكانها أن تُخفّف من معاناة رجال ونساء التعليم ولو بشكل جزئي، وكذا إعادة النظر في المعايير التي تشيَّد وفقها السكنيات الوظيفية، التي لا تغري، في الغالب، نساء ورجال التعليم للاستقرار فيها، لعدم صلاحيتها لأنْ تكون سكنا لائقا برجل التعليم.. ويعيب رجال ونساء التعليم على المؤسسات الاجتماعية التابعة لها عدم تقديم خدمات من هذا القبيل، لتحسيسها بأنها تحظى، بالفعل، بالعناية اللازمة بدل الاقتصار على المعاملات البنكية والمخيمات «الترقيعية» التي يلجأ إليها رجال ونساء التعليم مضطَرّين، في أغلب الأحيان

حجر أغلى من الذهب يسقط من كوكب المريخ في 'المغرب'


يعتقدون بأن جسماً ارتطم بالمريخ وأحدث انفجاراً تطايرت بفعله أحجار وصخور من الكوكب الأحمر وانطردت مخترقة غلافه الجوي كما الصواريخ، وبلحظات عبرته الى حيث لا جاذبية في الفضاء الخارجي، ثم هامت في مدارات متنوعة المسافات بين الأرض والمريخ منذ حدث ذلك الارتطام قبل أكثر من 100 مليون عام.
هذا ما تقوله عالمة مغربية بالنيازك شهيرة دوليا، وهي الدكتورة حسناء الشناوي التي اتصلت بها "العربية.نت" اليوم الأربعاء لتسألها عبر الهاتف عن حجر سقط في المغرب وأجروا عليه فحوصات شاملة في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كما بمختبرات أخرى في الولايات المتحدة بشكل خاص وأوروبا، وأكدوا الاثنين الماضي بأنه حجر مريخي تطاير مع سواه بفعل ذلك الارتطام الرهيب.
ملخص ما روته الدكتورة حسناء لـ "العربية.نت" عبر الهاتف من الدار البيضاء أن الحجر كان يقترب من الأرض في كل مرة دار حولها حتى بلغ اقترابه أدناه قبل 6 أشهر فهوى نحوها من الفضاء بفعل جاذبيتها وبسرعة أقلها 10 آلاف وأقصاها 40 ألف كيلومتر بالثانية، وفق ما تؤكده البروفسورة في كلية العلوم بجامعة الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء والتي ما زالت العربية والمسلمة الوحيدة الحاصلة على جائزة الأكاديمية الفرنسية لعلم النيازك، وكان ذلك قبل عامين.
ولهواة الأرقام فإن معدل سرعة الحجر كانت 20 ألفا من الكيلومترات بالثانية الواحدة، أي ما يكفي لإيصال مسافر إلى القمر بأقل من 20 ثانية، لذلك دبت فيه حرارة هائلة معدلها 2000 درجة مئوية نتجت من احتكاكه بالغلاف الجوي فجعلته جمرة توهجت وهي تسقط منصهرة في الثانية فجر 18 يوليو/تموز الماضي في مشاع قرية "تيسينت" القريبة 60 كيلومترا من مدينة "طاطا" بالشرق المغربي، وقريبا من الحدود مع الجزائر.
أحدث انفجارين عند سقوطه في أرض القرية
وتقول الدكتورة حسناء إن الحجر "لم يشتعل بفعل تلك الحرارة، إنما تخطى الاشتعال الى الانصهار مباشرة، لكن أجزاء بقيت منه ووصلت إلى الأرض وأحدثت انفجارين في القرية لأنه تشقق وانفصل الى أحجار عدة، أكبرها واحد وزنه أقل من كيلوغرامين، وهناك آخر بوزن 1200 غراما، وثالث وزنه 907 غرامات، إضافة الى أجزاء صغيرة بالعشرات" وفق تعبيرها.
وذكرت أن وزن الأحجار مجتمعة هو 8500 غراما، وأن أهالي القرية من الرعاة ذعروا عند سقوطه وإحداثه للانفجارين فأبلغوا السلطات، ووصل صدى ما حدث إليها فمضت على رأس فريق من فلكيين مغاربة الى المنطقة وجمعوا ما تيسر بعد تفتيش دقيق، ثم فحصوا الأحجار ثم أرسلوها الى مختبرات في الولايات المتحدة "فجاءت النتيجة تحمل إلينا بشرى علمية سارة ونادرة، وهي أنه حجر من المريخ" كما قالت.
ومع أن الأرض تستقبل في الثانية الواحدة آلاف النيازك، ومعظمها صغير يتبخر ويندثر في الغلاف الجوي قبل أن يصل الى أديمها، إلا أن بعضها لا ينصهر كله أحيانا، بل يسلم جزء منه يسمونه الحجر النيزكي حين يقع على سطح الأرض، فكان يبقى فيها لآلاف وملايين القرون، بل لمليارات السنين من دون أن يدري بأهميته أحد.
ومع التقدم العلمي بدأوا يعثرون على ما سقط من أحجار نيزكية هنا وهناك، ولكن متأخرين، لأن جميعها باستثناء 5 شهيرة خسرت الكثير من فائدتها العلمية لفقدانها عبر الزمن عناصر ومكونات أساسية كانت فيها من الكوكب الذي جاءت منه أصلا، ولأنها "تأرّضت" واكتسبت خواص أرضية جعلتها كصخور وأحجار من بيئة الأرض، ولم تعد متميزة بما يتيح كشف الأسرار الجيولوجية للكواكب التي جاءت منها بمجرد دراستها وإجراء التجارب عليها.
أما إذا تم اكتشاف الحجر بعد فترة قصيرة من سقوطه على الأرض، فإنه يتحول الى كنز نادر، لأن محتوياته المريخية ما زالت فيه، وهو ما حدث لحجر "تيسينت" الذي تم اكتشافه بعد 100 يوم تقريبا من سقوطه، أي أنه لم يتعرض لحالات التعرية والملوثات المناخية المزيلة ما فيه من مريخيات، وما زال محتفظا بمريخيته تماما، لذلك فسماسرة النيازك وتجارها قد يشترون قطعه الصغيرة لبيع الأونصة الواحدة منه بسعر يزيد 10 مرات عن سعر الذهب.
أشهر الأحجار.. من مصر وفرنسا ونيجيريا والهند والمغرب
حسناء الشناوي
والاستثنائي في حجر "تيسينت" أنه خامس حجر يتم العثور عليه بعد فترة قصيرة من سقوطه، وأول الأربعة الشهيرة واحد اسمه "شاسينيي" سقط في 1815 بفرنسا بوزن 4 كيلوغرامات فتمزق وهو يهبط وبقي منه جزء وزنه 570 غراما، وتبعه آخر اسمه "شيرغوتي" سقط في 1865 بالمنطقة المعروفة الآن باسم "شيرغاتي" في الهند وكان وزنه 5 كيلوغرامات وبقي منه حجرة وزنها 452 غراما.
أما الثالث فسقط في قرية "النخلة" المصرية في 1911 وانشطر الى 40 حجرة أصابت إحداها كلبا في القرية وقتلته في الحال، وبسبب مقتل الكلب عرف الأهالي "بأنها أحجار هبطت من السماء" وكان أخف المنشطرات 20 غراما وكبرها 1813 غراما. أما الرابع فسموه "زاغامي" وسقط في 1962 بنيجيريا، اضافة الى الخامس الآن في المغرب.
وقالت الدكتورة الشناوي إن أحد من قاموا بالتصنيف المريخي لحجر "تيسينت" هو البروفسور الشهير توني ايرفين، من جامعة واشنطن، إضافة الى متخصصين من مختبرات دولية، بينهم البروفسور ألبير جامبون، وهو من جامعة بيار إي ماري كوري" الفرنسية.
وكانت "العربية.نت" اتصلت أيضا بمطلع على النيزك من "جمعية هواة الفلك بالمغرب" وهو أمين كريغاع، فقال عبر الهاتف من الدار البيضاء إن للفلكيين كاتالوغ يحتوي على ما سقط من أحجار مريخية على الأرض، وإن الحجر الأخير لو ارتطم بطائرة وهي تحلق في الجو لربما فجرها بمن فيها من ركاب.
العربية . نت

الثلاثاء، 17 يناير 2012

الفنّان الأمازيغي محمّد رويشة في دمة الله


توفي الفنّان الأمازيغي محمّد رويشة زوال اليوم، وجاءت مفارقة رويشة للحياة بعد تدهور فجائي لحالته الصحّية التي تلت أيّاما من التحسّن لقاء تطبيب تلقّاه بالعاصمة الرباط.

وكان الفقيد محمّد رويشة قد أحسّ بمتاعب صحّية صباح اليوم قبل أن يُعمد إلى نقله صوب المشفى، إلاّ أنّه فارق الحياة قبل الوصول إلى المرفق الصحّي ويتقرّر إعادته لمنزله بخنيفرة والإعداد لمراسيم دفنه المرتقبة غدا الأربعاء.

الأحد، 15 يناير 2012



رفرفت الأعلام الأمازيغية بالعاصمة الرباط صباح الأحد 15 يناير 2012، ورسمت لوحة ثلاثية الألوان، الصفراء والخضراء والزرقاء. 
هي "تاواداأو المسيرة باللغة الأمازيغية، التيتطالب حكومة عبد الإله بنكيران بالإسراع لتنزيل 
دسترة الأمازيغية على أرض الواقع، فقد صرح أحد شباب الفيسبوك المنتمون للحركة الأمازيغية لـ"فبراير.كوم":"لن نمهل رئيس الحكومة الكثير من الوقت. نعرف مواقفه العدائية من الأمازيغية. ولن نسمح له بأن يتلاعب بنا. الدستور واضح، ولا بد وأن تترجم دسترة الأمازيغية، في كل مناحي الحياة، في الشارع وفي المدرسة وفي الجامعة، وفي الحقوق، وفي الجهات…" 
تضامنوا مع أمازيغ ليبيا لأن الإقصاء طالهم بعد نجاح الثورة، لاسيما بعد أن تسربت أنباء عن خلو مشروعالدستور الجديد لليبيا من أي إشارة إلى الهوية الأمازيغية لليبيا، وقد حاولوا الوصول إلى السفارة الليبية، حينما قصدوا شارع ابن تومرت، لكن المسيرة التي انطلقت من ساحة باب الأحد، وجدت في طريقها حاجزا أمنيا بالقرب من محطة القطار المدينة. 
شاركهم في "تاودابعض من الوجوه التي تجمعهم في المسيرات المنظمة باسم حركة 20 فبراير، وفي مقدمتهم أسامة لخليفي وخديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.. 
وقد حذروا من مغبة المساس بالحريات الفردية أو التراجع عنها، وطالبوا بتبني يوم فاتح السنة الأمازيغية كعيدوطني يُحتفل به رسميا على غرار رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، كما طالبوا بإطلاق سراح معتقليهمالسياسيين، في إشارة واضحة إلى طلبة أمازيغيين معتقلين على خلفية مواجهات عنيفة مع تيارات طلابية قاعدية.
خاطبوا افي مطالبهم الدولة، كنظام وكبينة مخزنية..، ولكنهم وجهوا الكثير من الإشارات السياسية إلى بنكيران شخصيا.