time GMT

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

الخميس، 19 يناير 2012

فاطمة الإفريقي: الفساد الأكبر هو الذي يوجد داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة



في هذا الاستجواب، تتحدث الإعلامية المغربية فاطمة الإفريقي بكل جرأة عن الوضع الذي تعيشه القناة التلفزية الأولى، حيث تشتغل. معدة ومقدمة برنامج "عتاب"، بالقناة الأولى، لم تخف نقدها الشديد لكيفية تعامل إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مع شركات الإنتاج، التي قالت إن أغلب أعمالها لا تتوفر فيها شروط الجودة المطلوبة. وذهبت الإفريقي إلى حد الحديث عن "لوبيات" قالت إنها تتحكم في برامج التلفزة من خارج الشركة. الإعلامية التي عرف عنها مساندتها لحركة 20 فبراير ومشاركتها في تظاهراتها ومسيراتها، تؤكد لـ"الحياة" أنها مازلت تساند هذه الحركة من أجل التغيير وإسقاط الفساد والاستبداد. كم من "عتاب" من طرف فاطمة الإفريقي يستحقه ما تنتجه القناة الأولى من برامج وأفلام ومسلسلات؟ بصراحة، وكي لا أكون مجحفة في حق زملائي في القناة الأولى، هناك برامج تستحق التنويه والتصفيق. لكن العتاب الكبير هو لمن يخطط للبرامج، ولمن يضع اسراتيجية للبرامج التلفزية. المؤسف في القناة الأولى هو أن الإنتاجات الجيدة تمر عابرة، لا نعطيها القيمة التي تستحق. "ماكنفرحوش بإنتاجنا الوطني". لا أعلم هل للقناة الأولى مشكل في طريقة الدعاية لبرامجها؟ فالبرامج المتميزة تبث في وقت غير مناسب. لهذا، يتم إحباط المشرفين عليها. وفي المقابل، فإن البرامج الرديئة جدا هي التي يسلط عليها المزيد من الضوء، وهي التي توضع في الواجهة.وهذه هي المفارقة العجيبة التي تعيشها القناة الأولى، والتي لا أفهمها. إذا قمنا بمقارنة بسيطة بين البرامج التي تبثها القناة الأولى وتلك التي تبثها القناة الثانية، ماذا سنستنتج؟ القناة الثانية تعرف كيف تحتفل بإنتاجاتها، وكيف تسلط عليها الضوء وتمنحها قيمة مضافة. وحتى إذا كانت بعض إنتاجاتها متوسطة أو لابأس بها، فالقناة الثانية تعلم جيدا كيفية تسويقها عن طريق البث المناسب والدعاية الجيدة. أما ما يبث على القناة الأولى، وللأسف، من برامج أو أفلام فغالبا ما تتسم بالرداءة. أما الجيد، فيقتل مع سبق الإصرار والترصد. هل يمكن أن تحددي نوعية هذه البرامج الرديئة الذي تبثها القناة الأولى؟ في الحقيقة، لا أود أن أتجنى عن البرامج التي تبث على شاشة القناة الأولى. الرديء واضح والجيد كذلك. والمؤسف أن البرامج الرديئة هي التي تنتجها شركات الإنتاج التي تصرف عليها الأموال الطائلة من المال العام، وهي التي تقدم لها كل الإمكانات وكل الوسائل التقنية والبشرية، ولكنها لا تخضع للمراقبة من مسؤولي القناة الأولى، فليس هناك إصرار من طرف مسؤولي القناة على شروط الجودة. وهنا، يمكن القول إن أغلب البرامج الرديئة هي تلك التي تصدرها شركات الإنتاج. لكن هناك استثناءات بسيطة لبعض البرامج التي تنتجها شركات الإنتاج وتخضع لمبدأ الجودة، وهي تكون غالبا تحت إشراف ابن الدار. هل يمكن القول إن جل شركات الإنتاج هدفها الأساسي من البرامج التي تنتجها هو فقط الاغتناء؟ أنا ليس لدي أي مشكل في أن تغتني شركات الإنتاج من القنوات الوطنية. "بالصحة والراحة"، لكن المشكل عندي أنا شخصيا هو أن مقابل ذلك المال الذي تمنحه إياها القناة العمومية يجب أن يرد من طرف شركات الإنتاج بعمل جيد يتوفر على شروط الجودة. وهنا، عندما نتكلم على الجودة ليس فقط جودة المضمون وإنما، أيضا، الصوت، التعليق، الصورة، أي الشكل الفني للبرنامج. وهذا ما تفتقره القناة الأولى على وجه الخصوص. وكما قلت لك ليست هناك صرامة من طرف مسؤولي القناة الأولى على شرط الجودة في الإنتاجات التي تنتجها الشركات. كيف تقيم فاطمة الإفريقي المشهد السمعي البصري بعد عملية التحرير التي انطلقت منذ حوالي 10 سنوات؟ هناك تحرير على مستوى الإذاعة وليس التلفزيون. صحيح أن هناك تحسنا في المنتوج الإذاعي، ببرامج جيدة وفي المستوى، وبالتالي أصبحت المنافسة عالية جدا بين القطاع العام والقطاع الخاص. كما أن تنوع الإذاعات الوطنية منح للمستمعين فرصة اختيار البرامج التي تناسب أذواقهم. أما في ما يخص المجال التلفزيوني، فمازال هناك احتكار القطاع العمومي للقنوات التلفزية، فمازلنا لم نشاهد قناة خاصة. فحينما ينفتح قطاع السمعي البصري على القنوات الخاصة، آنذاك يمكن أن تكون هوية جديدة للمشهد التلفزيوني المغربي. ولذلك، فإن سيطرة السلطة أو الحكومة على المشهد السمعي البصري جعلنا نشاهد نمطا واحدا من البرامج ومشاهد مملة. وأتمنى مستقبلا أن تكون هناك تعددية في القنوات التي تنفتح على المشاهد وتعمل على سياسة القرب أكثر. عدم رضاك على ما يبث في القناة الأولى دفعك إلى القول إنك تخجلين من انتمائك إلى دار لبريهي، كيف ذلك؟ من كثرة ما أشاهد من رداءة في القناة الأولى، أحرج أمام الناس الذين يعاتبون القناة من خلالي... وما هي الجوانب التي بستهدفها العتاب؟ ينتقدون طرح بعض المواضيع في برامج القناة الأولى، ويصل الحد ببعضهم إلى وصف تلك المواضيع بالبلادة. كما ينتقدون المدة الزمنية الطويلة للأخبار، بالإضافة إلأى العديد من الأمور. يوميا، أتلقى انتقادات من الشارع، الأمر الذي يجعلني أخجل من انتمائي إلى القناة وفي الوقت ذاته يجعلني أطرح سؤال "علاش باقي كاين هاد التلفزيون أصلا"؟. ربما هذا الخجل نابع من حب، وربما ترجع حدة هذه القسوة على القناة الأولى إلى أنني أحبها، فما يربو على 20 سنة وأنا أشتغل بداخلها، وهي التي صنعت مساري المهني، ولذلك، أود أن أرى هذه المؤسسة في مستوى ليس أقل من 2M أو منMEDI1 TV . ألم يجعلك هذا الخجل من الانتماء إلى القناة الأولى تفكرين في تقديم استقالتك من القناة والالتحاق، مثلا، بمؤسسات إعلامية خليجية؟ ظروفي العائلية واختياراتي الفكرية لا تخول لي العمل في القنوات الخليجية. ومن المستحيل أن أهاجر المغرب بحكم أسرتي الصغيرة التي تعودت على الاستقرار في المغرب، ولا يمكنني أن أدوس على استقرارهم من أجل أن أحقق طموحا مهنيا شخصيا، رغم أنني أحلم أن أعد وأقدم برامج في المستوى. لكن القنوات الخليجية توفر لمن يشتغل بها ظروفا جيدة من مال وسكن وتغطية صحية... من أجل إنتاج برامج في المستوى؟ لا أبحث عن المال بقدر ما أبحث عن المهنة وعن عمل شيء لهذا البلد. لدينا كفاءات وطاقات داخل القناة الأولى، "اللي يمكن تديرالعجب"، لكنها مهمشة. لا يمكن تصور عدد المبدعين داخل القناة، والذين يستغلون، للأسف، من طرف شركات إنتاج دولية. وبرأيك ما سبب تهميش الكفاءات المغربية التي تتوفر عليها القناة الأولى؟ تهميش وقتل الطاقات راجع إلى رغبة المسؤولين في تشغيل شركات الإنتاج. فعندما يعين مدير شركة إنتاج على رأس القناة الأولى، ما هي الاستراتيجية التي سيأتي بها؟ الجواب هو تشجيع شركات الإنتاج بسلبياتها، وتهميش أبناء الدار من كفاءات... يمكن أن تقدم فكرة برنامج ما، لكن عوض أن ينتج من داخل القناة يتم منحه إلى شركات الإنتاج التي تخلق في 24 ساعة. أصبحنا أمام عدد هائل من شركات الإنتاج التي تتحكم في القناة الأولى. هل يمكن القول إذن إن هناك لوبيات خارج القناة الأولى هي التي تتحكم في برامجها؟ تماما، هناك لوبيات خارج القناة تستفيد منها. ويمكن القول، أيضا، إن اقتصاد الريع يسود في القناة الأولى. إذ يمكن إعطاء رخصة برنامج أسبوعي أو يومي داخل القناة الأولى وتصبح مليونيرا في شهر. فالأموال التي تستفيد منها تلك اللوبيات دون أن تنتج برامج تتوفر على شروط الجودة خيالية. كيف تنظرين إلى الاستراتيجية التي تعتمدها القناة الأولى في برامجها؟ المؤسف، أن القناة الأولى لا تخطط للبرامج التي تريد، ليست لديها استراتيجية واضحة. فأن تضع القناة، مثلا خلال هاته السنة، تصورا لبرامج تهم المواطنة أو الاقتصاد أو النقد والجدل الفكري، هذا أمر غير وارد البتة. شركات الإنتاج هي التي تتحكم في كل شيء. وبرمجة القناة الأولى لا تخضع لأي منطق. العمل في القناة عشوائي. هل مازلت تساندين حركة 20 فبراير؟ نعم، مازلت أساندها، لأنني واحدة من المغاربة الذين يريدون التغيير وإسقاط الفساد والاستبداد. مطالب حركة 20 فبراير هي جزء من مطالب الشعب المغربي. وكلنا 20 فبراير، نريد بلدا يتمتع بالحرية والكرامة والعدالة في جميع المجالات. ويجب أن نكون يقظين اتجاه وطننا من أجل دفع عجلة التنمية والإصلاح إلى الأمام. وكيف ترين مستقبل الحركة بعد خروج جماعة العدل والإحسان منها؟ الحركة ليست ملكا لأحد. الحركة صنعها الشعب المغربي بكل اختلافاته الفكرية. الشعب الذي يطمح للتغيير من جميع الجهات والمدن المغربية. المهم هو أن تستمر يقظة الشعب المغربي من أجل المطالبة والضغط لتحقيق المزيد من الإصلاحات. كيف ترين المشهد الإعلامي في ظل تعيين وزير الاتصال من حزب العدالة والتنمية؟ أكيد أن لديه مائة حسنة يريد تطبيقها. فشعارهم داخل الحزب هو إسقاط الفساد. وأكبر فساد يوجد في البلاد هو الذي يسود في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وإذا كانوا بالفعل يرغبون في محاربة الفساد، فوجب على الشركة الوطنية أن تخضع للمحاسبة. لكن المشكل الأساسي هو أن القطب العمومي يوجد خارج مراقبة الحكومة، لأن المدير العام للقطب العمومي يعين من طرف الملك. والأمور واضحة، فلا يمكن محاسبته. ثم إن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة سلطة خارج كل السلط. وأن تكون على رأسها يجب أن تكون داخل المربع الملكي وأن تحظى بثقة الملك من أجل تسيير مؤسسة مثل SRNT. ماهي أهم المشاريع المستقبلية لفاطمة الإفريقي؟ قمت بتقديم مشروع ضخم للقناة الأولى حول احتفالية القناة الأولى بمرور 50 سنة على تأسيسها. لكن، لم أتلق أي جواب إلى حد الآن، ربما لا تهمهم 50 سنة من الاشتغال، أو ربما يودون طمس ذاكرة التلفزيون الذي صنع نجوما كثيرة. على كل حال، أنا أنتظر الجواب. العتاب الكبير هو لمن يخطط للبرامج، ولمن يضع اسراتيجية للبرامج التلفزية. المؤسف في القناة الأولى هو أن الإنتاجات الجيدة تمر عابرة، لا نعطيها القيمة التي تستحق. "ماكنفرحوش بإنتاجنا الوطني". لا أعلم هل للقناة الأولى مشكل في طريقة الدعاية لبرامجها؟ البرامج الرديئة هي التي تنتجها شركات الإنتاج التي تصرف عليها الأموال الطائلة من المال العام، وهي التي تقدم لها كل الإمكانات وكل الوسائل التقنية والبشرية، ولكنها لا تخضع للمراقبة من مسؤولي القناة الأولى، فليس هناك إصرار من طرف مسؤولي القناة على شروط الجودة.
عن الحياة

الأربعاء، 18 يناير 2012

لانافيط... معاناة صامتة لنساء ورجال التعليم في العالم القروي

التنقل اليومي يحصد عشرات الأرواح وتخلّف عددا من المعطوبين كل سنة 

من المشاكل التي تقُضّ مضجع رجال ونساء التعليم عبر ربوع المملكة مشكل التنقل اليومي للآلاف من الأساتذة والأستاذات ممن وجدوا أنفسهم مُجبَرين على ركوب مخاطر «لانافيط» في ظروف تختلف باختلاف المناطق وظروف الوصول إلى المؤسسات التعليمية. يكون اختيار الأساتذة والأستاذات للتنقل اليومي بين مقرات سكناهم وأماكن اشتغالهم، التي تبعد، في الغالب، بمسافات تتراوح بين 20 و120 كيلومترا، يضطر العديد منهم إلى طيها ذهابا وإيابا لأداء مهمة التدريس، في الغالب، اختيارا مفروضا وإجباريا لأسباب متعددة، وعلى رأسها انعدام الظروف الملائمة لاستقرارهم واستقرار أبنائهم في مناطق تعيينهم وانعدام أبسط ظروف العيش التي بإمكانها ضمان الحد المتوسط للاستقرار إلى جانب المؤسسات التعليمية المترامية في العالم القروي والتجمعات السكنية الصغيرة. لكن ما لا يعرفه العديد من المسؤولين عن قطاع التعليم، أو يتجاهلونه، هو أن «لانافيط» تخفي وراءها جبلا من المشاكل النفسية والصحية والاجتماعية، إضافة إلى العديد من المخاطر التي يعيشها أبناء «مهنة الطباشير» بشكل يومي ومتكرر أحيانا. وتبدأ معاناة «لانافيط» قبل انطلاق الموسم الدراسي بأيام، حيث يعمد الأساتذة والأستاذات إلى التنسيق القبْليّ من أجل التكتل في إطار مجموعات لضبط استعمالات الزمن، كي تتوافق مع استعمالات الزمن الخاصة بالأساتذة أو الأستاذات الذين يمتلكون سيارات خاصة.. بغية تشكيل فريق يتكون، في الغالب، من ثلاثة إلى خمسة أشخاص يلتزمون بقضاء السنة الدراسية على طريقة «لانافيط» من المدينة إلى المناطق القروية، النائية في غالب الأحيان، وهي عملية تضامنية يُقـْدم عليها رجال ونساء التعليم، «يساهمون» من خلالها ماديا مع صاحب السيارة لـ«مساعدته» على تكاليف البنزين أو واجبات الطريق السيار.. وهي عملية لا تخلو كذلك من مشاكل، إذ غالبا ما تقع خلافات حول التوقيت واستعمالات الزمن، يضطر معها المفتشون إلى التدخل لحسمها، لكن هذه المرحلة تبدو «عادية» بالمقارنة مع المشاكل اليومية التي تبدأ مع انطلاق أول يوم في «لانافيط»، إذ يدخل الأساتذة والأستاذات في دوامة المخاطر اليومية للطريق، لاسيما في بعض الطرقات المعروفة بالاكتظاظ والمسجلة كـ«نقط سوداء». وقد سُجِّلت المئات من الحوادث التي ذهب ضحيتَها رجال ونساء التعليم بين قتلى وجرحى ومعطوبين أثناء تنقلهم لأداء واجبهم المهني. ولعل مصرع أستاذ وزوجته (الأستاذة) أثناء حادثة سير كانت إحدى طرق إقليم الجديدة مسرحا لها ومصرع الأستاذ الشاب «ع. ب.» وإصابة زملائه بكسور في حادثة أخرى في إحدى الطرق الثانوية المعزولة في نفس الإقليم نموذجان فقط للعديد من حوادث السير التي يذهب ضحيتَها نساء ورجال التعليم كل سنة.. والأكيد أن رجال ونساء التعليم يستحضرون المئات من مثل هذه الحوادث التي تُخلّف، كل سنة، ضحايا ومعطوبين من مستعملي الطريق للوصول إلى مقرات عملهم. كما تُخلّف مثل هذه الحوادث أثرا كبيرا في نفوس راكبي سفينة «لانافيط» لفترة طويلة، مما يجعل هاجس الخوف من مخاطر الطرقات حاضرا لديهم بقوة وبشكل يومي. كما يعيش نساء ورجال التعليم، يوميا، مشاكل الأعطاب التي تطال سياراتهم في مختلف طرقات المملكة، والتي من المؤكد أنها تؤثر على السير العادي للدراسة، حيث تضطر المجموعة المتنقلة إلى التأخر أو التغيُّب قسرا عن العمل في حال عدم توفر وسيلة أخرى لإتمام الباقين رحلتَهم إلى مؤسساتهم. وتجد فئة أخرى من نساء ورجال التعليم من الذين لا تتيسّر لهم ظروف التنقل في إطار مجموعات منظمة أنفسَهم وجها لوجه مع المشاكل اليومية لوسائل النقل، من حافلات وسيارات أجرة كبيرة و«خْطّافة» في كثير من الحالات، إذ يصبح مشكل التنقل اليومي بالنسبة إليهم بمثابة الكابوس اليومي الذي لا ينتهي إلا بانتهاء السنة الدراسية.. وتضطر ظروف الاشتغال عددا هائلا من رجال ونساء التعليم إلى التنقل أكثر من مرة في اليوم وركوب أكثر من وسيلة لبلوغ مقرات عملهم، وهي الوسائل التي تختلف باختلاف البنيات التحتية للمناطق التي يعملون فيها. وقد ذكر رجال ونساء التعليم، لاسيما العاملون منهم في سلك الابتدائي، أن منهم من يركبون دراجات هوائية أو نارية أو عربات مجرورة أو يمْشُون على أقدامهم لإكمال الرحلة إلى القسم، وهي الرحلة التي تكون، في الغالب، عبر طرقات غير معبَّدة أو عبارة عن مسالك وعرة. وهي رحلة أكد لنا مجموعة من الأساتذة الذين استقينا آراءهم حول الظاهرة أنها تكون، في الغالب، أكثرَ خطورة من مشاكل الطرقات الرئيسية، إذ يتعرض عدد من نساء ورجال التعليم خلال هذه الرحلات، سنويا، لاعتداءات أو لهجوم بعض الكلاب الضالة أو بعض المنحرفين أو المختلين عقليا. يُعَدّ مشكل التنقل اليومي الاضطراري للآلاف من رجال ونساء التعليم من المشاكل التي يعانون منها في صمت، كما يعتبره العديد منهم أحدَ المؤثرات السلبية على نفسية هيأة أسرة التعليم، التي لها انعكاس غير مباشر على مستوى أدائهم رسالتهم النبيلة. ولن تحل التعويضات التي ينتظر العاملون في العالم القروي الإفراج عنها -على علتها- مشاكل هذه الفئة بشكل نهائي، بل بات على المسؤولين عن قطاع التعليم في الحكومة المقبلة إيجاد حلول معقولة من شأنها أن تضْمَن لهذه الفئة كرامتها وتوفّـر لها ظروفا ملائمة للاشتغال، كالتفكير في إنشاء شراكات مع شركات نقل خاصة في مستوى جيّد لتنظيم رحلات يومية بين أهمّ النقط الرئيسية التي تربط المدن بالمراكز القروية، على الأقل، وضمان تنظيم رحلات بإمكانها أن تُخفّف من معاناة رجال ونساء التعليم ولو بشكل جزئي، وكذا إعادة النظر في المعايير التي تشيَّد وفقها السكنيات الوظيفية، التي لا تغري، في الغالب، نساء ورجال التعليم للاستقرار فيها، لعدم صلاحيتها لأنْ تكون سكنا لائقا برجل التعليم.. ويعيب رجال ونساء التعليم على المؤسسات الاجتماعية التابعة لها عدم تقديم خدمات من هذا القبيل، لتحسيسها بأنها تحظى، بالفعل، بالعناية اللازمة بدل الاقتصار على المعاملات البنكية والمخيمات «الترقيعية» التي يلجأ إليها رجال ونساء التعليم مضطَرّين، في أغلب الأحيان

حجر أغلى من الذهب يسقط من كوكب المريخ في 'المغرب'


يعتقدون بأن جسماً ارتطم بالمريخ وأحدث انفجاراً تطايرت بفعله أحجار وصخور من الكوكب الأحمر وانطردت مخترقة غلافه الجوي كما الصواريخ، وبلحظات عبرته الى حيث لا جاذبية في الفضاء الخارجي، ثم هامت في مدارات متنوعة المسافات بين الأرض والمريخ منذ حدث ذلك الارتطام قبل أكثر من 100 مليون عام.
هذا ما تقوله عالمة مغربية بالنيازك شهيرة دوليا، وهي الدكتورة حسناء الشناوي التي اتصلت بها "العربية.نت" اليوم الأربعاء لتسألها عبر الهاتف عن حجر سقط في المغرب وأجروا عليه فحوصات شاملة في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كما بمختبرات أخرى في الولايات المتحدة بشكل خاص وأوروبا، وأكدوا الاثنين الماضي بأنه حجر مريخي تطاير مع سواه بفعل ذلك الارتطام الرهيب.
ملخص ما روته الدكتورة حسناء لـ "العربية.نت" عبر الهاتف من الدار البيضاء أن الحجر كان يقترب من الأرض في كل مرة دار حولها حتى بلغ اقترابه أدناه قبل 6 أشهر فهوى نحوها من الفضاء بفعل جاذبيتها وبسرعة أقلها 10 آلاف وأقصاها 40 ألف كيلومتر بالثانية، وفق ما تؤكده البروفسورة في كلية العلوم بجامعة الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء والتي ما زالت العربية والمسلمة الوحيدة الحاصلة على جائزة الأكاديمية الفرنسية لعلم النيازك، وكان ذلك قبل عامين.
ولهواة الأرقام فإن معدل سرعة الحجر كانت 20 ألفا من الكيلومترات بالثانية الواحدة، أي ما يكفي لإيصال مسافر إلى القمر بأقل من 20 ثانية، لذلك دبت فيه حرارة هائلة معدلها 2000 درجة مئوية نتجت من احتكاكه بالغلاف الجوي فجعلته جمرة توهجت وهي تسقط منصهرة في الثانية فجر 18 يوليو/تموز الماضي في مشاع قرية "تيسينت" القريبة 60 كيلومترا من مدينة "طاطا" بالشرق المغربي، وقريبا من الحدود مع الجزائر.
أحدث انفجارين عند سقوطه في أرض القرية
وتقول الدكتورة حسناء إن الحجر "لم يشتعل بفعل تلك الحرارة، إنما تخطى الاشتعال الى الانصهار مباشرة، لكن أجزاء بقيت منه ووصلت إلى الأرض وأحدثت انفجارين في القرية لأنه تشقق وانفصل الى أحجار عدة، أكبرها واحد وزنه أقل من كيلوغرامين، وهناك آخر بوزن 1200 غراما، وثالث وزنه 907 غرامات، إضافة الى أجزاء صغيرة بالعشرات" وفق تعبيرها.
وذكرت أن وزن الأحجار مجتمعة هو 8500 غراما، وأن أهالي القرية من الرعاة ذعروا عند سقوطه وإحداثه للانفجارين فأبلغوا السلطات، ووصل صدى ما حدث إليها فمضت على رأس فريق من فلكيين مغاربة الى المنطقة وجمعوا ما تيسر بعد تفتيش دقيق، ثم فحصوا الأحجار ثم أرسلوها الى مختبرات في الولايات المتحدة "فجاءت النتيجة تحمل إلينا بشرى علمية سارة ونادرة، وهي أنه حجر من المريخ" كما قالت.
ومع أن الأرض تستقبل في الثانية الواحدة آلاف النيازك، ومعظمها صغير يتبخر ويندثر في الغلاف الجوي قبل أن يصل الى أديمها، إلا أن بعضها لا ينصهر كله أحيانا، بل يسلم جزء منه يسمونه الحجر النيزكي حين يقع على سطح الأرض، فكان يبقى فيها لآلاف وملايين القرون، بل لمليارات السنين من دون أن يدري بأهميته أحد.
ومع التقدم العلمي بدأوا يعثرون على ما سقط من أحجار نيزكية هنا وهناك، ولكن متأخرين، لأن جميعها باستثناء 5 شهيرة خسرت الكثير من فائدتها العلمية لفقدانها عبر الزمن عناصر ومكونات أساسية كانت فيها من الكوكب الذي جاءت منه أصلا، ولأنها "تأرّضت" واكتسبت خواص أرضية جعلتها كصخور وأحجار من بيئة الأرض، ولم تعد متميزة بما يتيح كشف الأسرار الجيولوجية للكواكب التي جاءت منها بمجرد دراستها وإجراء التجارب عليها.
أما إذا تم اكتشاف الحجر بعد فترة قصيرة من سقوطه على الأرض، فإنه يتحول الى كنز نادر، لأن محتوياته المريخية ما زالت فيه، وهو ما حدث لحجر "تيسينت" الذي تم اكتشافه بعد 100 يوم تقريبا من سقوطه، أي أنه لم يتعرض لحالات التعرية والملوثات المناخية المزيلة ما فيه من مريخيات، وما زال محتفظا بمريخيته تماما، لذلك فسماسرة النيازك وتجارها قد يشترون قطعه الصغيرة لبيع الأونصة الواحدة منه بسعر يزيد 10 مرات عن سعر الذهب.
أشهر الأحجار.. من مصر وفرنسا ونيجيريا والهند والمغرب
حسناء الشناوي
والاستثنائي في حجر "تيسينت" أنه خامس حجر يتم العثور عليه بعد فترة قصيرة من سقوطه، وأول الأربعة الشهيرة واحد اسمه "شاسينيي" سقط في 1815 بفرنسا بوزن 4 كيلوغرامات فتمزق وهو يهبط وبقي منه جزء وزنه 570 غراما، وتبعه آخر اسمه "شيرغوتي" سقط في 1865 بالمنطقة المعروفة الآن باسم "شيرغاتي" في الهند وكان وزنه 5 كيلوغرامات وبقي منه حجرة وزنها 452 غراما.
أما الثالث فسقط في قرية "النخلة" المصرية في 1911 وانشطر الى 40 حجرة أصابت إحداها كلبا في القرية وقتلته في الحال، وبسبب مقتل الكلب عرف الأهالي "بأنها أحجار هبطت من السماء" وكان أخف المنشطرات 20 غراما وكبرها 1813 غراما. أما الرابع فسموه "زاغامي" وسقط في 1962 بنيجيريا، اضافة الى الخامس الآن في المغرب.
وقالت الدكتورة الشناوي إن أحد من قاموا بالتصنيف المريخي لحجر "تيسينت" هو البروفسور الشهير توني ايرفين، من جامعة واشنطن، إضافة الى متخصصين من مختبرات دولية، بينهم البروفسور ألبير جامبون، وهو من جامعة بيار إي ماري كوري" الفرنسية.
وكانت "العربية.نت" اتصلت أيضا بمطلع على النيزك من "جمعية هواة الفلك بالمغرب" وهو أمين كريغاع، فقال عبر الهاتف من الدار البيضاء إن للفلكيين كاتالوغ يحتوي على ما سقط من أحجار مريخية على الأرض، وإن الحجر الأخير لو ارتطم بطائرة وهي تحلق في الجو لربما فجرها بمن فيها من ركاب.
العربية . نت

الثلاثاء، 17 يناير 2012

الفنّان الأمازيغي محمّد رويشة في دمة الله


توفي الفنّان الأمازيغي محمّد رويشة زوال اليوم، وجاءت مفارقة رويشة للحياة بعد تدهور فجائي لحالته الصحّية التي تلت أيّاما من التحسّن لقاء تطبيب تلقّاه بالعاصمة الرباط.

وكان الفقيد محمّد رويشة قد أحسّ بمتاعب صحّية صباح اليوم قبل أن يُعمد إلى نقله صوب المشفى، إلاّ أنّه فارق الحياة قبل الوصول إلى المرفق الصحّي ويتقرّر إعادته لمنزله بخنيفرة والإعداد لمراسيم دفنه المرتقبة غدا الأربعاء.

الأحد، 15 يناير 2012



رفرفت الأعلام الأمازيغية بالعاصمة الرباط صباح الأحد 15 يناير 2012، ورسمت لوحة ثلاثية الألوان، الصفراء والخضراء والزرقاء. 
هي "تاواداأو المسيرة باللغة الأمازيغية، التيتطالب حكومة عبد الإله بنكيران بالإسراع لتنزيل 
دسترة الأمازيغية على أرض الواقع، فقد صرح أحد شباب الفيسبوك المنتمون للحركة الأمازيغية لـ"فبراير.كوم":"لن نمهل رئيس الحكومة الكثير من الوقت. نعرف مواقفه العدائية من الأمازيغية. ولن نسمح له بأن يتلاعب بنا. الدستور واضح، ولا بد وأن تترجم دسترة الأمازيغية، في كل مناحي الحياة، في الشارع وفي المدرسة وفي الجامعة، وفي الحقوق، وفي الجهات…" 
تضامنوا مع أمازيغ ليبيا لأن الإقصاء طالهم بعد نجاح الثورة، لاسيما بعد أن تسربت أنباء عن خلو مشروعالدستور الجديد لليبيا من أي إشارة إلى الهوية الأمازيغية لليبيا، وقد حاولوا الوصول إلى السفارة الليبية، حينما قصدوا شارع ابن تومرت، لكن المسيرة التي انطلقت من ساحة باب الأحد، وجدت في طريقها حاجزا أمنيا بالقرب من محطة القطار المدينة. 
شاركهم في "تاودابعض من الوجوه التي تجمعهم في المسيرات المنظمة باسم حركة 20 فبراير، وفي مقدمتهم أسامة لخليفي وخديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.. 
وقد حذروا من مغبة المساس بالحريات الفردية أو التراجع عنها، وطالبوا بتبني يوم فاتح السنة الأمازيغية كعيدوطني يُحتفل به رسميا على غرار رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، كما طالبوا بإطلاق سراح معتقليهمالسياسيين، في إشارة واضحة إلى طلبة أمازيغيين معتقلين على خلفية مواجهات عنيفة مع تيارات طلابية قاعدية.
خاطبوا افي مطالبهم الدولة، كنظام وكبينة مخزنية..، ولكنهم وجهوا الكثير من الإشارات السياسية إلى بنكيران شخصيا.