time GMT

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

الرٌسوم المتحركة:ما لها و ما عليها




يعتبر الإعلام الموجه للطفل من أهم أنواع الإعلام و أخطرها فطفل اليوم هو شاب الغد و ما يكوّن هذا الشاب هو نوعية التربية و التلقين التي يحظى بها في الحاضر من خلال وسائل الإعلام المختلفة. ولعله من المنصف أن نتطرق إلى موضوع الرسوم المتحركة من خلال النقاط الإيجابية و السلبية على حد السواء. الرٌسوم المتحركة:ما لها و ما عليها
النقاط الإيجابية:

- بالإضافة إلى الغذاء و الراحة و الأمن يحتاج الطفل إلى الخيال و المعرفة و تلبي الرسوم المتحركة أو أفلام الكرتون هذه الحاجيات الأخيرة من خلال تنمية خيال الطفل و بناء مهارات التحليل لديه فيقوم بربط المواقف و الأحداث و استخلاص النتائج و المقارنة

-كما تقوم الرسوم المتحركة بإثراء القدرة التعبيرية لدى الطفل و مساعدته على فهم لغته بصفة تطبيقية لا نظرية و كثيرا ما يفاجئنا الأطفال بعبارات فصيحة كانوا قد تعلموها من المشاهد اليومية لأفلام الكرتون

-و تساهم هذه المادة الإعلامية المقدمة للطفل إلى توسيع دائرة الإطلاع لديه و توسيع معارفه خاصة من خلال الرسوم المتحركة التي خصصت لتقديم المعلومات بطريقة ممتعة و شيقة فيستقبل الطفل المعلومة الجديدة بكل بساطة و يخزنها دون عناء أو مشقة.

-كما تساهم الرسوم المتحركة الهادفة في غرس القيم التربوية عند الأطفال بتقديم أمثلة حية عن الخصال الايجابية التي تتمنى كل أسرة أن يتحلى بها صغيرها

النقاط السلبية:

-أول ما يتبادر إلى الذهن من السلبيات هو مشاهد العنف التي تقوم بدوها بإثارة العنف في سلوك بعض الأطفال, و التكرار المتواصل للمشاهد العنيفة يؤدي إلى قبول العنف كرد فعل تلقائي لمواجهة بعض المواقف. و تؤكد الدراسات على مدى خطورة بعض الأفلام التي يغلب عليها عنصر التشويق و أساليب القتل ووجوب إخضاعها إلى رقابة صارمة إذ تجتاح هذه الرسوم بمشاهدها العنيفة عقول الأطفال و عيونهم تكاد لا تبرح متابعة أدق التفاصيل من مشاهد الضرب والتقييد وإلقاء الأشياء وخطف الأشخاص و الشروع في القتل إلى غيرها من المشاهد العنيفة إضافة إلى المؤثرات الصوتية التي تنقل الطفل من عالمه الملموس إلى عالم آخر ناسيا ما حوله ومن حوله ويتأثر بالأبطال إلى حد التماهي فكم مرة سمعنا عن طفل (من الجنسين على حد السواء) تسلق مكانا مرتفعا و همّ بإلقاء نفسه تقليدا منه لبطله المفضل أو طفل آخر قام بتكبيل أخيه الأصغر سنا و جره أو حجزه في غرفة مغلقة.

-ومن الآثار السلبية الأخرى نجد الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة التلفاز دون الشعور بأهمية الوقت مما يعود سلبا على التحصيل الدراسي و أداء الواجبات المدرسية ذلك إضافة إلى فقدان التواصل مع الأسرة و المجتمع

-كما ينجم عن ذلك أيضا أضرار جسدية إذ أن الجلوس المطول و عدم الحركة لفترات متتالية يزيد من احتمال التعرض إلى مخاطر البدانة التي بالفعل تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام الشاشة مع قلة الحركة و اللعب ذلك إضافة إلى التأثير السلبي على النظر خاصة إذا لم تتم مراعاة المسافة اللازمة بين الطفل و الشاشة.

ما الحل؟ :

-يكمن دور الأبوين في التقليل إلى الحد الأدنى أو منع مشاهدة بعض البرامج التي يطغى عليها الطابع العنيف و ذلك بإتباع أسلوب الحوار و الإقناع لا من خلال القمع و الإكراه مع التفكير الدائم في إيجاد أفكار متجددة لتنمية قدرات الأطفال.

-كما يجب تخصيص وقت محدد لمشاهدة أفلام الكرتون و عدم ترك المجال لتستأثر بوقت الطفل كله فهو بحاجة إلى الحركة و التفكير و أنواع أخرى من اللعب إذ يؤكد خبراء الصحة النفسية و العقلية على ضرورة قضاء 75% من وقت فراغ الطفل في أنشطة حركية

-اختيار الرسوم المتحركة الهادفة التي تهتم بالقيم الإيجابية أو التي تهتم بالطبيعة و الحيوانات و الرسوم التي تساهم في إثراء ثقافة الطفل و لكن لا يجب أيضا أن تستأثر بكامل أوقات الفراغ لديه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق