time GMT

الأحد، 27 مايو 2012

التنشئة الاجتماعية


يولد الفرد ويتزود بالخبرات من خلال التفاعل مع الأخريين، وهذا التفاعل الذي يؤثر في بناء شخصيته التي تتحكم في سلوكه الاجتماعي فحينما يوجد الفرد مع شخص أخر فأن وجود هذا الشخص يكون له تأثير قوي على كيفية سلوكه، واستجاباته ولما كانت الأسرة هي احدي المؤسسات الاجتماعية التي تسجل حضورا بارزاً في التأثير على سلوك الأفراد وتنشئهم كما أنها تمثل الوسيط الرئيس بين شخصية الفرد والمجتمع الذي ينتمي أليه الفرد فمن خلالها تـنقل قيم المجتمع وأنماط السلوكيه.وتعد الأسرة اللبنة الأولى في قاعدة أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية ويستحيل إن يتكون المجتمع أو يحتل مركزاً مرموقاً من دون الأسرة، كما إن المجتمع يسمو ويتميز بما يحمله أفراد أسرهِ من طابع ثقافي وحضاري كما أنه يمُنى بالتأخر والانحطاط أن أصيب أبناء أسره بالتخلف الفكري والعلمي.وبذلك تمثل الأسرة الجماعة المرجعية الأولى الإطار الأساسي في بناء شخصية الفرد وتكاملها.


ونعني بالجماعة المرجعية تلك الجماعة التي يرتبط الفرد نفسه بها أو يأمل إن يرتبط بها نفسيا ويستدخل قيمهم ومعاييرهم ومثلهم في نفسه.

أن مهمة الأسرة تحويل الكائن الحي البيولوجي إلى كائن اجتماعي وذلك الكائن الذي مكث في رحم إلام ينمو حيويا إلى قدر ِمعلوم وخرج منهُ لا يعلم شيئاً ليتلقفه (رحم الجماعة) ينمو فيه اجتماعياً وهي العملية التي تجعل الفرد يكتسب صفة إنسانية.

وتستمر عملية التنشئة في الأسرة ثم يتسع نطاقها خارج إطار الأسرة ومع هذه السعة يعرف الطفل المزيد عن المعايير والقيم والاتجاهات ومعاني الخطأ والصواب ثم يبدأ بالاهتمام بتقويم السلوك من جانب القيم والأخلاق.

أن انتقال الطفل إلى بيئة جديدة كالشارع أو المدرسة فأنه لابد إن يواجه اختلافات سلوكية جاءوا من بيئات مختلفة أو يتطلب التكيف في هذا المجال الجديد المزيد من الجهد لتحديد موقفه واتجاهاته وبلورة دوره بالنسبة لهولاء الغرباء وهكذا ينموا الطفل وتنمو قدرته على التكيف والالتزام وتتطور شخصيته من الفردية البيولوجية إلى تلك النفسية الاجتماعية التي تثير إتماماً لدور الجماعة في حياة الفرد.

وبما إن عملية التنشئة الاجتماعية تعد عملية تعلم وتعليم وتربية، وتقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى اكتساب الفرد سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي، وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية معتمدة على أسلوبين هما الثواب والعقاب إذ وجد أثرهما على الشخصية وتشترك المجتمعات في خمسة أنظمة سلوكية هي التدريب على:

الفطام وتناول الطعام. 
التبول والإخراج وضبطه زماناً ومكاناً .
آداب الجنس وضبط السلوك الجنسي.            
 الاستقلال والاعتماد على النفس .
ضبط العدوان.
وكل هذه الأساليب تهدف إلى تحقيق التكيف مع الأخريين والاستقلال الذاتي والنجاح في الحياة وتكوين القيم الروحية والوجدانية والخلقية. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق